اخترنا لكم: كتابة الثورة…ثورة الكتابة في الرواية الجزائرية

في سبيل البدء:  جمعت الرّواية الجزائرية في البداية التّاريخي بالتّخييلي في كتابتها للثّورة، إذ أعادت كتابة التّاريخ روائيّا، فلا تكاد تنفلت من التاّريخي إلاّ لتقع في الرّوائي، ولا تكاد تنفلت من الرّوائي إلاّ لتقع في التاّريخي، حيث يتعاقب الزّمن ليؤثّث الفضاء الرّوائي ويصوّر جدلية صراع الأنا والآخر انطلاقا من الهامشي إلى المتن الذي كتب الثّورة.

أمّا الرّواية التي تمثلّت المرحلة/ الأزمة ما بعد الثّورة، فتعيد حوار كتابة التّاريخ روائياّ أو تنتقل من كتابة تاريخ المتن إلى كتابة تاريخ الهامشي والمنسي عبر شخصيّة البطل الذي يعيش مأزقا وجوديّا يجسّد تشضّي الذاّت وتحولّاتها الوجوديّة، التي تصوّرها الرّواية من خلال صراع الذّات/السّلطة المتمثلّة رمزيّا في صراع الخير/ والشّر القيم /الواقع الرّوح /والجسد….

 

وينتهي الصّراع بالسقوط إلى الهاوية، والبداية في المنتهى بفقدان الملامح والهويّة لتستعيد الرّواية عبر لعبة العنف التي أحرقت ما حولها، ولتكتب بالنّار تاريخ ثورة العنف تخيلياّ /روائياّ، عبر أدوات حاولت استثمارها في ثورة الكتابة كما فعلت من قبل في كتابة الثّورة. تحاول هذه الورقة تتبّع مسار المتن الرّوائي الجزائري في تحولّاته من كتابة الثّورة إلى ثورة الكتابة.

التّاريخ روائيا …



يتوزع علم التاريخ والرواية على موضوعين مختلفين يستنطق الأول الماضي ويساءل الثاني الحاضر، وينتهيان إلى عبرة وحكاية ،بيد أن استقرار التاريخ والرواية في حقلين متغايرين لم يحل  بالضرورة دون تحاورهما وامتداد العلائق بينهما ولم ينكر العلاقة بين التاريخ والإبداع الأدبي. (1) فماهي العلاقة بين التاريخي والروائي ما حدود المعطى التاريخي في صيرورته إلى الروائي؟ وما تخوم الروائي في محاورته للتاريخي ؟.

ومادام”التاريخ لا يكتب مرة واحدة، بل إن كل قارئ له يكتبه بطريقته فالحدث يحدث مرة واحدة ولكن يكتب مرات”(2).  فإن تزاوج التخييلي والتسجيلي لن يكون إلا ترميما للشقوق وحفرا في المنته، مساءلة للمنسي والمغيب والتخوم الصامتة،من جهة ومحاورة للرسمي المحدد والمقدس تخيليا ليفضي أكثر.

الرواية التي تؤثث أزمنتها الذاكرة أهي كما يتسائل سعيد يقطين “رواية تاريخية أم مجرد رواية بصرف النظر عن نوعها”. المصالحة بين التاريخي والروائي يمنح مشروعية الكتابة ويحميها من التيه والإغتراب، مع أن الكتابة لا تقدم التاريخ بل تعرفه، فالتاريخ هو ذاكرة الكتابة.

تابع مقال الكاتبة آمنة أمقران في المجلة الثقافية الجزائرية من هنا......