سياسة بايدن تجاه إيران والحوثيين وطالبان والقدس والجولان والإخوان وسفر مسلمين إلى أمريكا

بايدن يؤكد نهجه المناقض لترامب مع دخوله البيت الأبيض: اتخذ جو بايدن بعدما أصبح يوم الأربعاء 20 / 01 / 2021 الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة في اليوم ذاته الأربعاء 20 / 01 / 2021 سلسلة من القرارات التي تشكل قطيعة واضحة مع ولاية دونالد ترامب التي ساهمت في شرذمة الأميركيين وهزّت العالم، بعدما دعا البلاد إلى "الوحدة".

ودخل الرئيس الديمقراطي البيت الأبيض بعدما أدّى القسم على عتبات الكابيتول الذي اجتاحه قبل أسبوعين ناشطون مؤيدون لترامب غاضبون من خسارته الانتخابات.

وفي واشنطن التي تحوّلت إلى حصن منيع بسبب الإجراءات الأمنية المتّخذة فيها ترجّل بايدن من سيارته الرسمية وقطع مشياً الأمتار القليلة التي تفصله عن مقرّ الرئاسة الأميركية محاطاً بأفراد عائلته.

وفي المكتب البيضوي، وقع بايدن سلسلة من المراسيم الرئاسية لمواجهة الأزمات العدة والعميقة التي تمر بها الولايات المتحدة والعودة عن قرارات أساسية اتخذت في عهد ترامب ولا سيما عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ وإلى عضوية منظمة الصحة العالمية. وقال بايدن "سنكافح التغير المناخي كما لم يسبق لنا أن فعلنا".

واعتباراً من الخميس 21 / 01 2021 يمثّل عالم المناعة الشهير أنتوني فاوتشي الولايات المتحدة في اجتماع لمنظمة الصحة العالمية. ووضع بايدن كذلك حدّاً لقرار منع دخول الولايات المتحدة يشمل مواطنين من دول بغالبيتها مسلمة وهي من أولى الإجراءات المثيرة للجدل التي اتخذها سلفه الجمهوري.

ما الذي يبقى من سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط في عهد بايدن؟

اتفاق إيران النووي وتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي 21 / 01 / 2021 إن الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز القيود النووية على إيران وإن هذه المسألة ستكون جزءا من المشاورات المبكرة للرئيس جو بايدن مع نظرائه الأجانب وحلفائه.

وقال بايدن إن طهران إذا استأنفت الامتثال الصارم لاتفاق 2015 فإن واشنطن ستفعل ذلك أيضا.

وفي جلسة بمجلس الشيوخ لإقرار مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية الثلاثاء 19 / 01 / 2021 المرشح ألمح أنتوني بلينكن إلى أن مواجهة إيران ستكون محورية في أجندة بايدن الخاصة بالشرق الأوسط.

لكن بلينكن أضاف أن الولايات المتحدة "ما زالت بعيدة" عن العودة إلى اتفاق 2015 النووي مع إيران، الذي يقيد برنامج طهران النووي، والذي انسحبت منه واشنطن في عهد ترامب.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه إذا استأنفت إيران الامتثال الصارم للاتفاق النووي، والذي بموجبه تقيد برنامجها النووي مقابل إعفاء من عقوبات اقتصادية، فإن الولايات المتحدة ستحذو حذوها.

وتعهّد فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن "إعادة النظر فوراً" بقرار تصنيف المتمرّدين اليمنيين "منظمة إرهابية"، فيما أصدرت وزارة المالية إعفاءات لمنظمات إغاثية وسط مخاوف من تفاقم الأزمة في اليمن الغارق بالحرب.

ودخل القرار الذي يمنع التعامل المباشر مع جماعة "أنصار الله"، الذراع السياسية للمتمردين الحوثيين، حيز التنفيذ الثلاثاء 19 / 01 / 2021، لكن إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب سارعت إلى توضيح مسألة الإعفاءات.

وقالت وزارة المالية في بيان إن هذه الإعفاءات تشمل أنشطة منظمات معيّنة من بينها الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات غير حكومية تدعم "المشاريع الإنسانية".

كما أنّها تشمل "معاملات معينة تتعلق بتصدير أو إعادة تصدير السلع الزراعية، والأدوية، والأجهزة الطبية، وقطع الغيار والمكونات للأجهزة الطبية، أو تحديثات برامج للأجهزة الطبية إلى اليمن".

القدس والجولان واتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية

وقال بايدن وفريقه إنهم سيستعيدون العلاقات التي قطعها ترامب مع الفلسطينيين باستئناف تقديم المساعدات لهم ورفض التصرفات الأحادية مثل بناء مستوطنات إسرائيلية على أراض محتلة.

غير أن بلينكن أضاف أن السفارة الأمريكية ستبقى في القدس التي اعترف بها ترامب عاصمة لإسرائيل.

ويرجح أن تبقى أيضا الاتفاقيات الدبلوماسية الأربع التي توسط فيها ترامب بين إسرائيل ودول عربية، فهي تحظى في واشنطن بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي كما حققت اصطفافا استراتيجيا لدول الشرق الأوسط في مواجهة إيران.

وكذلك الحال بالنسبة لقبول ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب 1967 وضمتها في خطوة لم يعترف بها العالم.

والثلاثاء 19 / 01 / 2021 أعلن أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن لتولي حقيبة الخارجية أن الرئيس الأميركي يدعو إلى "تجنّب التدابير الأحادية" التي تؤدي إلى "مزيد من التعقيد" على خط التوصل إلى حل (قيام) الدولتين.

وكان الرئيس دونالد ترامب، أعلن في سياسة تناقض كل السياسات الأميركية السابقة في الشرق الأوسط، أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات غير قانونية، بعد ان أعلنت اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبضم هضبة الجولان السورية.

والثلاثاء قال بلينكن إن الإدارة الأميركية الجديدة لن تلغي اعتراف ترامب التاريخي بالقدس عاصمة للدولة العبرية، مشددا في الوقت ذاته على أن "حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية، ومنح الفلسطينيين دولة".

الإخوان المسلمون في مصر يعتقدون أن فوز جو بايدن قد يفتح لهم باب العودة

وتعتقد جماعة الإخوان المسلمين أن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية قد يفتح لها باب العودة إلى الحياة في مصر، إذ إن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب كان داعما بشدة لنظام السيسي.

ونشرت الجماعة بيانا على موقعها الرسمي بعد فوز بايدن، قالت فيه على لسان نائب المرشد العام ابراهيم منير، "آن الأوان لمراجعة سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب".

إلا أن حبيب لا يرى أن فوز بايدن قد يغير شيئا، مشيرا الى أن إدارة بايدن قد تعمل على "تحسين حال حقوق الإنسان أو العمل الحزبي أو الأهلي.. وليس عودة الإخوان".

الاتفاق الأميركي المبرم مع طالبان

الثلاثاء 19 / 01 / 2021 أعلن أنتوني بلينكن الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لتولّي حقيبة الخارجية أنّه يعتزم إعادة النظر بالاتفاق الذي أبرمته في شباط/فبراير 2021 إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مع حركة طالبان، مؤكّداً أنّه يريد أن يُبقي في أفغانستان على "قدرات معيّنة" لمكافحة الإرهاب.

وقال بلينكن خلال جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيينه وزيراً للخارجية "نريد انتهاء هذه الحرب الأبدية، نريد إعادة جنودنا إلى الوطن".

وفي شباط/فبراير، وقّعت إدارة ترامب اتفاقاً مع طالبان ينصّ على انسحاب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول أيار/مايو 2021 وذلك مقابل تقديم الحركة المتمرّدة ضمانات أمنية ودخولها في مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية.

وقال بلينكن "علينا أن ننظر بعناية إلى ما تمّ التفاوض عليه، لم أطّلع بعد على كلّ شيء"، مشيراً إلى أنّه يريد بالخصوص أن يكون "على دراية كاملة بالالتزامات التي تعهّدت بها طالبان وتلك التي لم تتعهّد بها".

وشدّد وزير الخارجية الأميركي المقبل على ضرورة "الحفاظ على التقدّم الذي تمّ إحرازه لمصلحة النساء والفتيات في أفغانستان على مدار السنوات العشرين الماضية".

وأضاف أنّ الإدارة الديموقراطية المقبلة تعتزم "الحفاظ على قدرات معيّنة لمواجهة أي تجدّد للإرهاب، وهو السبب الذي دفعنا في الأصل للتدخّل" في أفغانستان بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

ولم يوضح بلينكن ما الذي قصده بهذه "القدرات"، وهو موضوع يرجّح أن يصبح مثار جدل إذا كان ما يعنيه هو ما اقترحه بايدن خلال الحملة الانتخابية من أنّه يريد الإبقاء على وحدات خاصة في أفغانستان، في إجراء يتعارض مع التعهّد الأميركي الوارد في اتفاق السلام المبرم مع طالبان والذي ينصّ على انسحاب كل القوات الأميركية من هذا البلد.

تنصيب بايدن رئيساً

وأقسم جو بايدن اليمين واضعاً يده على كتاب مقدّس عائد لعائلته وقد حملته زوجته جيل، واعداً بإنجاز مهام منصبه "بأمانة" مدافعاً عن دستور الولايات المتحدة.

وكانت مراسم التنصيب هذه أمام الكابيتول مختلفة تماماً.

فالأجواء كانت على طرفي نقيض من أعمال العنف التي شهدها المكان في السادس من كانون الثاني/يناير 2021 وأسفرت عن سقوط خمسة قتلى وأثارت شجباً عارماً فيما كان خطاب القسم جدّياً لكنّه مفعم بـ "الأمل" مقارنة بكلمة سلفه القاتمة التي اتّسمت بنبرة هجومية قبل أربع سنوات.

وكرّر بايدن الذي أصبح في سن الثامنة والسبعين أكبر رئيس للولايات المتحدة في مطلع ولايته، الدعوات إلى "الوحدة" لتجاوز "الشتاء القاتم"، بعد ساعات قليلة على مغادرة دونالد ترامب واشنطن من دون حضور هذه اللحظة التاريخية.

وأكّد الرئيس الديمقراطي وسط تصفيق المدعوّين القلائل الذين اختيروا بعناية بسبب الجائحة، "أعلم أنّ القوى التي تفرّقنا عميقة وحقيقية".

وأكّد بايدن أنّه "رئيس كل الأميركيين"، محذّراً من أن الولايات المتحدة ستدخل "المرحلة الأصعب والأكثر فتكاً" من جائحة كوفيد-19 التي أسفرت عن أكثر من 400 ألف وفاة في بلاده.

ودخل يوم الأربعاء 20 / 01 / 2021 في التاريخ لكونه شهد للمرة الأولى تولي امرأة رسمياً منصب نائب الرئيس. فقد أدت السناتورة السابقة السوداء من أصول هندية كامالا هاريس (56 عاماً) القسم قبيل جو بايدن.

وفي خطوة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ 150 عاماً، قرّر الرئيس المنتهية ولايته مقاطعة مراسم أداء القسم وغادر البيت الأبيض من دون لقاء خلفه،

إلا أن ترامب ترك لبايدن رسالة "ودية جداً" على ما قال الرئيس الجديد الذي لم يكشف عن فحواها.

واكتفى ترامب علناً بتمنّي "الحظ السعيد" للإدارة الجديدة من دون أن يلفظ باسم جو بايدن. ووعد بالعودة "بطريقة أو بأخرى" قبل وصوله إلى منتجعه السياحي مارالاغو في فلوريدا حيث سيبدأ الملياردير الأميركي البالغ 74 عاما حياته في مرحلة ما بعد الرئاسة.

أما نائبه مايك بنس فقد شارك في مراسم أداء القسم في الصفوف الأمامية.

وقد عانق الرئيسُ الأسبق باراك أوباما -وهو يضع كمامة- الرئيسَ الجديد جو بادين خلال مراسم التنصيب الذي كان نائبا له خلال ولايتيه الرئاسيتين.

ووصل بايدن إلى الرئاسة بعد مسيرة سياسية متواصلة منذ نصف قرن مع نية معلنة ليكون في الجوهر والشكل مختلفا تماما مع ترامب.

وبعد مراسم أداء القسم انتقل إلى ضريح الجندي المجهول في مقبرة أرلينغتون العسكرية مع الرؤساء السابقين باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلنيتون.

وشارك خلال النهار في قداس في واشنطن برفقة الزعيمين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس.

وجدّد بايدن دعوته إلى الوحدة عند نصب أبراهام لينكولن المهيب في العاصمة واشنطن خلال سهرة أقيمت بمناسبة تنصيبه أحياها الممثل توم هانكس وانتهت بعرض ألعاب نارية.

وأحيطت المراسم بإجراءات أمنية استثنائية في العاصمة الفدرالية مع انتشار نحو 25 ألف جندي من الحرس الوطني وآلاف من عناصر الشرطة.

وبسبب عدم حضور الحشود التي تتدفق عادة في مثل هذا اليوم إلى جادة "ناشونال مول" في واشنطن لرؤية الرئيس الجديد، فإن بايدن وقف أمام أكثر من 190 ألف علم أميركي نصبت لتمثيل المواطنين الغائبين.

ووعد بايدن بتحسين العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة التي هشّمها دونالد ترامب.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبايدن "مرحباً بعودتك" إلى اتفاق باريس للمناخ، فيما أكّدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها "تتطلّع لفتح فصل جديد" من العلاقات.

ويجري بايدن الجمعة 22 / 01 / 2021 اتصالاً هاتفيا برئيس وزراء كندا جاستن ترودو في أول تواصل له مع مسؤول أجنبي.

وعلى صعيد السياسة الداخلية ينوي الديمقراطيون استغلال سيطرتهم على مجلس الشيوخ التي دخلت حيّز التنفيذ الأربعاء.

وثبّت المجلس الأربعاء 20 / 01 / 2021 بغالبية واسعة تعيين أبريل هايمز مديرةً للاستخبارات الأميركية. أ ف ب ، رويترز

 

[embed:render:embedded:node:41265]