تحرك لحل خلاف الخليج - أمريكا والكويت باتجاه إنهاء خلاف قطر مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين

في الصورة: ضباب محيط بناطحات السحاب في الدوحة. قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يوم الجمعة 04 إن هناك تحركا صوب تسوية الخلاف الدبلوماسي القائم بمنطقة الخليج، لكن لا يمكنه التكهن بحدوث انفراجة وشيكة أو بما إن كان هذا التحرك سيسوي الأمر برمته.

وتعمل الولايات المتحدة والكويت لإنهاء الخلاف الذي دفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر لفرض مقاطعة دبلوماسية وتجارية وقطع علاقات السفر مع قطر منذ أواسط عام 2017. وتقول واشنطن إنها تريد جبهة خليجية متحدة في مواجهة إيران.

وتصريحات وزير الخارجية القطري التي أدلى بها في مؤتمر دبلوماسي إيطالي جاءت بعد أن أجرى جاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض محادثات في الدوحة يوم الأربعاء 02 / 12 / 2020 في أعقاب زيارة للسعودية.

وقال الشيخ محمد في مؤتمر (حوارات المتوسط) المنعقد عبر الإنترنت "تجري في الوقت الراهن بعض التحركات التي نتمنى أن تضع حدا لهذه الأزمة".

وأضاف "يحدونا الأمل في أن تسير الأمور في مجراها الصحيح الآن. لا يمكننا التكهن بحدوث هذا على نحو وشيك أو بتسوية الأمر في يوم وليلة".

وتتهم الدول الأربع قطر بدعم الإرهاب والتقرب إلى إيران. وتنفي قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، الاتهامات وتقول إن المقاطعة تهدف للنيل من سيادتها.

ويقول دبلوماسيون ومصادر إن الأولوية لدى قطر هي استعادة إمكانية دخول مواطنيها لدول المقاطعة والعبور عبر مجالها الجوي وإعادة فتح حدودها الوحيدة مع السعودية.

وسئل الشيخ محمد هل سيكون القرار ثنائيا أم سيشمل كل الدول الخليجية فأجاب قائلا إنه يجب أن يكون "شاملا" وقائما على الاحترام المتبادل.

وأضاف "ما من بلد في وضع يسمح له بفرض أي مطالب على بلد آخر، سواء من قطر أو من الرباعي... لكل بلد أن يقرر سياسته الخارجية".

وكانت الدول الأربع قد وضعت 13 مطلبا لقطر منها إغلاق قناة الجزيرة التلفزيونية وقاعدة تركية، وقطع الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين وتقليص العلاقات مع إيران التي تشارك قطر حقل غاز عملاقا.

كوشنر يزور قطر في مسعى لإحراز تقدم في الأزمة الخليجية

ويسعى صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر الذي زار قطر الأربعاء 02 / 12 / 2020 لإحراز تقدم في الأزمة الخليجية والدفع باتجاه إنهاء الخلاف.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن كوشنر التقى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مشيرة إلى أنهما استعرضا "تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط".

ولم تعلن تفاصيل رحلة كوشنر إلى الشرق الأوسط.

وكانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين فرضت حظرا جويا وبحريا وبريا على قطر منذ حزيران/يونيو 2017 لاتهامها بالتقرّب من إيران ودعم مجموعات إسلامية متطرفة، وهو أمر تنفيه الدوحة.

ويرى محللون أن كوشنر قد يركز جهوده على محاولة لحل الأزمة الخليجية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما قد يعني إمكانية وجود إجراءات محدودة لبناء الثقة.

وبحسب تشينزيا بيانكو الباحثة في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، فإنّ السعودية "تنظر في إمكانية مرحلة تجريبية انتقالية لترى إن كان بإمكانها البدء في حل النزاع".

واتخذت الدول الاربع إجراءات بهدف مقاطعة قطر من بينها إغلاق المجال الجوي ومنع التعاملات التجارية ووقف دخول القطريين لأراضيها، قبل أن تتقدّم بعدّة شروط لإعادة العلاقات من بينها إغلاق قناة الجزيرة.

واضطرت الطائرات القطرية للتحليق فوق إيران، غريمة الرياض وواشنطن التقليدية.

من جهته، يرى المحلل توبياس بورك من معهد الخدمات الملكية المتحدة أنه يتوقع "انبثاق نوع من إجراءات بناء الثقة من هذا - ربما فتح المجال الجوي السعودي أمام الخطوط الجوية القطرية".

وكان مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي روبرت أوبراين أكد مؤخرا أن السماح للطائرات القطرية بالتحليق فوق الأجواء السعودية يعد أولوية لإدارة ترامب.

وليس من المتوقع أن تكون الإمارات التي برزت كأشد منتقدي قطر خلال الأزمة، جزءا من المبادرة لحل الخلاف.

وتعثّرت محادثات رامية إلى وضع حد للخلاف في أواخر العام الماضي 2019 بعدما أثارت موجة من الجهود الدبلوماسية آمالا بحدوث انفراج.

ورفضت قطر مطالب الدول المقاطعة ووصفتها بأنها "غير واقعية" و"غير قابلة للتنفيذ" مما أدى إلى حالة من الجمود.

ومن المتوقع أن يدفع كوشنر أيضا باتجاه تطبيع السعودية وقطر مع إسرائيل بعد قيام الإمارات والبحرين بذلك.

كما وافقت السودان بالمبدأ على تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية. أ ف ب ، رويترز

 

[embed:render:embedded:node:41709]