تركيا: بعد 16 عاما في السلطة وفوزه بنحو 12 معركة انتخابية إردوغان يواجه أكبر تحدٍّ انتخابي في حياته

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه لا يستبعد تشكيل ائتلاف في البرلمان إذا فاز التحالف الذي يهيمن عليه حزبه بالغالبية في الانتخابات التشريعية الأحد 24 / 06 / 2018. ويصوت الأتراك الأحد 24 / 06 / 2018 في انتخابات تشريعية ورئاسية يسعى خلالها إردوغان إلى الفوز بولاية ثانية بصلاحيات معززة بعد تعديل دستوري أقر في نيسان/أبريل 2017. وقال إردوغان في مقابلة مع الإذاعة في وقت متأخر من الأربعاء "إذا حصل [تحالف الشعب] على 300 مقعد (من أصل 600 في البرلمان)، يمكن أن نسعى إلى تشكيل ائتلاف". وأضاف "سنرى الأحد"، بدون أن يوضح مع أي حزب سياسي ينوي تشكيل هذا التحالف. ويشارك حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ بقيادة إردوغان في انتخابات غدٍ الأحد في إطار تحالف اسمه [تحالف الشعب] مع حزب الحركة القومية المتشدد. في مواجهتهما، شكلت المعارضة "تحالف الأمة" الذي يضم حزب الشعب الجمهوري (الاشتراكي الديمقراطي) و"حزب الخير" أو "الحزب الجيِّد" أو "الحزب الخيِّر" (حزب "إيي" يمين قومي)، و"حزب السعادة" (إسلامي محافظ). وترشحت ثلاثة أحزاب منفردة هي حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد والمعادي جدا لإردوغان، وحزبان آخران لا يتمتعان بفرص كبيرة للفوز بأكثر من الـ 10 بالمئة من الأصوات التي تؤهلهما لدخول البرلمان هما "حزب الدعوة الحرة" (هدى بار) الكردي و"حزب الوطن" اليساري. وتبدو المنافسة أكثر حدة مما كان الرئيس التركي إردوغان يتوقع. إذ أن بعض المحللين يرون أنه قد يضطر لخوض جولة ثانية بل وقد يخسر الغالبية في البرلمان. وانتهت الحملات الانتخابية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا يوم السبت، حيث شهدت مدينة اسطنبول أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان مؤتمرين انتخابيين كبيرين. وبدأ حظر على جميع الحملات الانتخابية في جميع أنحاء البلاد اعتبارا من الساعة السادسة من مساء السبت (1500 بتوقيت جرينتش)، وفقا للقواعد التي وضعتها اللجنة الانتخابية. وعقد الرئيس رجب طيب أردوغان وأكبر منافسيه، محرم إنجه، من حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، مؤتمريهما الأخيرين في اسطنبول. ويظل إردوغان، زعيم ومرشح حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ، الأوفر حظا للفوز بالرئاسة ، وفقاً للاستطلاعات، لكنه قد لا يتمكن من تجاوز حاجز الـ50 بالمئة المطلوب للفوز من الجولة الأولى. ومن المرجح أن يكون إنجه منافسه في حال إجراء جولة إعادة في 8 تموز/يوليو 2018. 

رموز الأحزاب المتنافسة في انتخابات تركيا الرئاسية التشريعية المبكرة الأحد 24 / 06 / 2018
الأحزاب المتنافسة في انتخابات تركيا الرئاسية التشريعية المبكرة الأحد 24 / 06 / 2018

ووضعت استطلاعات الرأي ميرال أكشنار زعيمة حزب الخير في المركز الثالث، يليها صلاح الدين دميرتاش، الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، الذي كان يقوم بحملات انتخابية من السجن. كما عقدت أكشنار آخر مؤتمراتها الانتخابية في اسطنبول يوم السبت. وأعرب رئيس الجالية التركية في ألمانيا، جوكاي سوفوغلو، عن تفاؤله بفرصة مرشح المعارضة محرم إنجه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا. وقال سوفوغلو لصحيفة "ميتل دويتشه تسايتونغ" في عددها الصادر السبت "مرشح المعارضة يكتسب شعبية في تركيا". وأعرب سوفوغلو عن توقعه بوجود منافسة شديدة بين محرم إنجه والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وأشار سوفوغلو إلى أن الحملة الانتخابية في تركيا كانت هادئة، وهو ما وصفه بالأمر الجيد.  وكان إردوغان يفوز دائماً في الانتخابات من خلال ما وصفه سوفوغلو بـ "التأثير الاستقطابي" وهو يعتبر أنه غير موجود في الانتخابات الحالية.  ويعد إردوغان الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة غدا الأحد 24 / 06 / 2018، حيث يسعى إلى تمديد حكمه الذي دام أكثر من 15 عامًا - أولًا كرئيس للوزراء ومؤخراً كرئيس - في مواجهة تحديات غير مسبوقة من معارضة صاخبة.وإذا فشل في الحصول على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى، فستجرى جولة إعادة في 8 تموز/يوليو 2018. أ ف ب ، د ب أ