رحلة افتراضية إلى كنوز الفن الإسلامي

يقع قصر مشاطة، الذي يعود بناؤه إلى العهد الأموي، في الأردن، بيد أن واجهة بوابة هذا القصر موجودة منذ أكثر من 100 سنة في متحف الفن الإسلامي في برلين. بإمكان المرء اليوم التفرج على القصر والواجهة معا بفضل موقع إنترنت جديد. تقرير أريانا ميرزا.

واجهة قصر مشاطة في الأردن، الصورة: discoverislamicart.org
الفن المعماري في العصر الأموي.

​​يقع قصر مشاطة، الذي يعود بناؤه إلى العهد الأموي، في الأردن، بيد أن واجهة بوابة هذا القصر موجودة منذ أكثر من 100 سنة في متحف الفن الإسلامي في برلين. إذ أهدى سلطان عثماني في ذلك العصر هذا الصرح الأموي التذكاري لأحد القياصرة الألمان. بإمكان المرء اليوم التفرج على القصر والواجهة معا بفضل موقع "اكتشف الفن الإسلامي". تقرير أريانا ميرزا.

هبة السلطان العثماني لم تكن حالة فريدة، وعلاوة على ذلك أدت اكتشافات الحفريات الأثرية إضافة لشراء القطع الفنية لبعثرة شهادات من الحضارة الأموية في العديد من الدول والمتاحف المختلفة. وينطبق الأمر نفسه على روائع العمارة والفن الإسلاميين في حوض البحر الأبيض المتوسط خلال الـ1300 سنة الأخيرة.

للهواة والمحترفين

يقع تركيز موقع الإنترنت "اكتشف الفن الإسلامي" على منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط الزاخرة بالكنوز الحضارية. حيث تُعرض في صالات المتحف الافتراضية الأعمال الفنية والمباني التاريخية والمواقع الأثرية مرتبطة بعضها البعض.

ويجمع هذا الموقع الذي افتُتح حديثاً في "معرضٍ دائمٍ" أكثر من 1350 شهادة حضارية إسلامية من ثلاثة عشر قرنا في مواقعها داخل بيئتها الطبيعية. وسيضاف لذلك معارض خاصة تتناول مواضيع محددة.

اختار القيِّمون العامّون العاملون في المتاحف المشاركة القطع الفنية وأعادوا هيكلة ارتباطها بعضها ببعض. ويؤكد المسؤولون أن الهواة والمحترفين على السواء سيمكنهم الاستفادة من الموقع. فكما قيل في حفل تقديم المشروع في برلين: "يستطيع المرء اليوم من كافة أنحاء المعمورة أن يتعرف على تاريخ الفن الإسلامي بيُسرٍ وشمولية".

تَشكّلَ موقع "اكتشف الفن الإسلامي" بعد عام من الجهود الحثيثة، ويضم الموقع اثنين واربعين متحفاً من شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. ونسق لذلك، بندّيّة، ما لا يقل عن سبعة عشر متحفا من أربعة عشرة دولة.

وبمبادرة من "متحف بلا حدود" ومديرته إيفا شوبرت أتى الدفع للعمل المشترك الذي واكبته هي موجهةً ومديرةً. مهمةٌ تتطلب بالحق مواظبة على العمل دون استراحة، وتقول إيفا شوبرت بهذا الصدد: "وصلني في ليلة من الليالي عند الساعة الثالثة رسالة نصية عبر الهاتف الجوال لأن أحد المشاركين كان بحاجة ماسة لبعض المعلومات من سوريا".

تقارب وتعاون أوربي-عربي

لقد قرب العمل المشترك على مشروع "اكتشف الفن الإسلامي" فيما بين ممثلي المؤسسات الثقافية العربية والأوروبية. وبحسب تصريح محمد النجار من جمعية أصدقاء الآثار في الأردن: "تعاوننا الحالي سوف يفتح الآفاق أمام علاقات ثقافية إضافية بين الدول المشاركة".

ويُتوقع أن يُعطي الموقع دفعة للسياحة الفردية في مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط. إذ يتم تسليط الضوء على الأماكن الأثرية. ويمكن اكتشاف المناطق المهمة تاريخياً عبر موقع الإنترنت والمعارض المنسَّقة على شكل "دروب معارض". كما يرجى من هذه "الرحلات الافتراضية" أن تشجع الزوار على رحلات بحث واقعية.

ينعكس طابع المشروع المتعدد الجنسيات على عرض المتحف الافتراضي: حيث يرد ذكر التواريخ بحسب التقويم الهجري/الإسلامي والميلادي/المسيحي على السواء، فيما الإنكليزية والفرنسية والعربية هي اللغات الأساسية المتساوية على الموقع، كما تزوَّد القطع الأثرية الموجودة في متحف برغامون في برلين بشروحات باللغة الألمانية.

ومن خلال قسم حاسوب خاص سيكون الدخول إلى موقع "اكتشف الفن الإسلامي" متوفرا في المتاحف المشاركة اعتبارا من عام 2007. ومن المرجح أن يلقى هذا العرض التقني الإهتمام من قِبل زوار المتاحف:

"عندها سيكون بمقدور الزوار أن يشاهدوا بدايةً واجهة قصر مشاطة بشكلها الطبيعي وأن يعاينوا من ثم التفاصيل، الموجودة على إرتفاع ثمانية أو عشرة أمتار، على شاشات الحاسوب"، كما يوضح كلاوس بيتر هازه، مدير متحف الفن الإسلامي في برلين.

بقلم أريانا ميرزا
ترجمة يوسف حجازي
حقوق الطبع قنطرة 2005

www

discoverislamicart.org