كورونا يخيم على لاجئي أوروبا ومآذن تونس وحراك الجزائر

مع انتشار وباء كورونا يبدو المهاجرون في أوروبا في وضع هش، في حين حظرت تونس صلاة الجماعة في المساجد لكنها أبقت على إذاعة تلاوات القرآن والأدعية عبرالمآذن في مسعى لاحتواء مشاعر الخوف، فيما لم تشهد شوارع الجزائر مسيرات الحراك المنتظمة لأول مرة منذ أكثر من عام.

يبدو المهاجرون في أوروبا في وضع هش في مواجهة وباء كوفيد-19 مع تعليق برامج استقبالهم وإجراءات منح اللجوء وفرض الحجر الصحي. وحظرت وزارة الشؤون الدينية في تونس صلاة الجماعة في المساجد غير أنها أبقت على إذاعة تلاوات القرآن والأدعية عبرالمآذن، في مسعى لاحتواء مشاعر الخوف مما تخبؤه الأيام المقبلة. ولأول مرة منذ أكثر من عام، لم تشهد شوارع الجزائر مسيرات الحراك المنتظمة كل يوم جمعة بسبب فيروس كورونا المستجد.

وضع فيروس كورونا المهاجرين في وضع هش من ألمانيا إلى اليونان

يبدو المهاجرون في أوروبا في وضع هش في مواجهة وباء كوفيد-19 مع تعليق برامج استقبالهم وإجراءات منح اللجوء وفرض الحجر الصحي. وذهب نائب أوروبي ومنظمات غير حكومية حتى إلى حد التحذير من حدوث "كارثة" صحية في اليونان.

وعندما توجه السوري محمود عجلوني إلى الإدارة المكلفة شؤون الأجانب في برلين للحصول على تصريح إقامته الجديد، وجد الأبواب مغلقة. وقال هذا الشاب اللاجئ في ألمانيا منذ خمس سنوات ولا يملك من وثائق الهوية سوى ورقة موقتة: "كان لدي موعد" في الإدارة.

الوضع غامض بالنسبة له. وهو لا يعرف متى سيتسلم الوثيقة الثمنية التي ينتظرها. وقال: "ليس لدي أي فكرة ولا أي معلومات". في ألمانيا حيث يعيش 1,3 مليون طالب لجوء ومهاجر، توقف العمل بشكل شبه كامل تقريبا في الإدارات الحكومية المخصصة لهم.

وقالت وزارة الداخلية الألمانية إن بعض المقابلات التي تشكل عنصرا أساسيا في إجراءات منح اللجوء، تم تعليقها. وتم الحد من تقديم طلبات اللجوء. وأصبح الأمر غير ممكن ما لم يخضع مقدم الطلب لتحليل يثبت عدم إصابته بكوفيد-19 بعد 14 يوما في حجر صحي.

وجمدت ألمانيا أيضا برامجها الإنسانية لاستقبال اللاجئين القادمين من تركيا ولبنان بعدما كانت تعهدت بالتكفل بـ 5500 شخص معظمهم من السوريين. وبشكل أوسع، يعرّض الوباء نظام الهجرة في جميع أنحاء أوروبا لصعوبات بما أن الاتحاد الأوروبي أغلق حدوده الخارجية لثلاثين يوما.

وهذا ما دفع مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين إلى التذكير بأن ذلك يجب ألا يحرم طالبي اللجوء من الحصول على ملاذ أو ألا يدفعهم إلى عودة أدراجهم.

وأدى هذا الوضع المشوش إلى صدامات في مركز يضم 533 مهاجرا في الحجر في منطقة سول في شرق ألمانيا، ما اضطر السلطات إلى نشر مئتي شرطي وإرسال 22 شخصا إلى سجن قديم للفتية.

ويشعر المتطوعون والمنظمات غير الحكومية بالقلق من التخلي عن هذه المجموعة الهشة، إذ إنه لا يمكنهم العيش بمسافات تفصل بينهم في غرف صغيرة وحمامات ومطابخ مشتركة.

 

 

وقالت المتطوعة صوفيا التي تتابع عدداً من العائلات الأفغانية في مركز في شمال شرق برلين إن "الأطفال يواصلون الجري في الممرات". وأضافت هذه الشابة التي تطالب بمنع الزيارات في هذا المركز "وضع سائل مطهر عند المدخل لكن لم يتخذ أي إجراء آخر".

في فرنسا وبسبب إجراءات العزل والخوف من العدوى، أصبح المتطوعون نادرين في كاليه حيث يتجمع نحو ألفي مهاجر. والنتيجة هي أن وجبات الطعام توقفت. وحذر أنطوان نير من المنظمة غير الحكومية "أوتوبيا 56" من أنه "إذا انتشر الفيروس في مخيم ما فستحدث كارثة".

وقال النائب الأوروبي عن دعاة حماية البيئة الألمان إيريك ماركارت أنه في اليونان حيث يقيم عشرات الآلاف من الأشخاص في مخيمات محرومة من الشروط الصحية الأساسية، يلوح خطر "كارثة" صحية.

وأوضح في اتصال هاتفي من جزيرة ليسبوس: "إذا لم يتم إخلاء هذه الجزر فستحدث كارثة في الأمد المتوسط". وتدعو المنظمة الألمانية غير الحكومية "برو-أزيل" أيضا إلى "تضامن أوروبي" لاستقبال المهاجرين العالقين في الجزر اليونانية وبينهم "عشرة آلاف قاصر".

وأكدت برلين من جديد التزامها التكفل بعدد من أطفال ينوي الاتحاد الأوروبي إجلاءهم من المخيمات. ولتجنب انتشار المرض، فرضت أثينا قيودا على حرية تنقل المهاجرين في جزر بحر إيجه. وأطلقت منظمة أطباء بلا حدود حملة إعلام عن الفيروس.

لكن النائب الأوروبي عبر عن استيائه لأن "لا فائدة كبيرة من توزيع منشورات تتضمن نصائح حول النظافة الصحية (...) إذا كان الناس لا يستطيعون المحافظة على مسافات بينهم لأنهم ينامون تحت الخيام ملتصقين ببعضهم".

مآذن تونس تصدح بالقرآن وسط خوف من تفشي كورونا

حظرت وزارة الشؤون الدينية في تونس صلاة الجماعة في المساجد غير أنها أبقت على إذاعة تلاوات القرآن والأدعية عبرالمآذن، في مسعى لاحتواء مشاعر الخوف مما تخبؤه الأيام المقبلة.

وحيثما تسير الحركة يمكن سماع تلاوات للقرآن تنطلق من مكبرات الصوت في أعلى المآذن ولكن مشاعر القلق والخوف أحيانا بادية على الوجوه في طوابير ممتدة أمام الصيدليات والمطاحن وأماكن البيع بالتجزئة.

وقالت المكلفة بالإعلام في وزارة الشؤون الدينية نجاة همامي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "كان مطلبا شعبيا. أرسلنا منشورا إلى المديرين الجهويين للسماح بإذاعة القرآن والأدعية بين فترتي المغرب والعشاء وحتى خارج هذه الأوقات".

وأضافت همامي: "سيساعد هذا في بث السكينة والهدوء والطمأنينة في نفوس المواطنين.. في مثل هذه الأوقات نحتاج إلى الدعاء وطلب المغفرة".

وحظرت تونس التجمعات بما في ذلك صلاة الجماعة في المساجد وصلاة الجمعةوقلصت ساعات العمل في المقاهي والمؤسسات العمومية للوقيات من انتشار الفيروس القاتل.

وبرغم قرار السلطات، يتجمع بعض المصلين أمام الباب المغلق لجامع ابن عرفة بحي التحرير في العاصمة من أجل صلاة الجماعة غير أن مع بداية تطبيق حظر التجوال الليلي الأربعاء 18 / 03 / 2020 أصبح المكان مقفرا من المصلين وباعة الخبز والفاكهة.

وقال الإمام الخطبي طارق العكروت: "إلغاء صلاة الجماعة أثار بعض القلق لدى المواطنين لكننا في وضع استثنائي. حفظ النفس أمر مقدس في الإسلام. وقرار الحظر الذي صدر بني على أساس صحي وشرعي ولم نخالف شرع الله في ما تم اتخاذه".

 

 

وبالمثل أوقف مطران الكنيسة الكاثوليكية في تونس وكبير أحبار اليهود كافة الأنشطة الدينية في الكنائس والمعابد. كما توجه ممثلو الديانات الثلاث بنداء مشترك من أجل التضرع إلى الله والتقرب إليه بالدعوات لرفع البلاء.

وتسود حالة من الترقب والخوف في الشوارع والبيوت في ظل الأنباء القادمة من وراء البحر الأبيض المتوسط، حيث قضى الفيروس على أكثر من الآلاف في ايطاليا التي تبعد نحو 160 كيلومتر فقط وهى  أقرب نقطة من التراب التونسي.

وسبب هذا الخوف أن الإمكانات المادية والتقنية المتوفرة بالقطاع الصحي العمومي قد لا تسمح للدولة بمقاومة وباء فتاك، في وقت انهارت فيه إيطاليا المصنفة بين الدول السبع الكبرى المصنعة في العالم وحيث اعترفت أيضا ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا بالوضع الحرج والدقيق.

وطالب أكبر حزب في المعارضة "قلب تونس" بإصدار قرار بالحجر الصحي العام على كامل البلاد في أقرب الآجال والتأكد من الجاهزية التامة لمجابهة هذا الوضع.

كما طالبت الحكومة بمصارحة الشعب حول المخزون الاستراتيجي اللازم لمجابهة هذا الوضع الاستثنائي من مواد غذائية وأدوية وبنزين وماء وكهرباء وفق مقاربة مهنية دقيقة.

وتونس في المرحلة الثانية من الوباء. وأغلب تعليقات التونسيين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تحوم حول كيف ستتصرف السلطة في الأيام المقبلة في حال تزايد عدد المصابين بالفيروس بوتيرة أسرع.

وقال مدير الرعاية الصحة شكري حمودة: "الدخول في المرحلة الثالثة يستدعي اتخاذ الإجراءات الوقائية للمرحلة الرابعة، أمامنا هامش 72 ساعة لإعلان حظر التجول الشامل".

أول يوم جمعة بدون حراك في الجزائر بعد منع التظاهر بسبب كورونا

لأول مرة منذ أكثر من عام، لم تشهد شوارع الجزائر مسيرات الحراك المنتظمة كل يوم جمعة بسبب فيروس كورونا المستجد.  وفي تاريخ 20 / 03 / 2020 يوم الجمعة الـ57 للحراك، لم تشهد شوارع الجزائر تظاهرات وشعارات. وحضر فقط رجال الأمن الذين وضع أغلبهم أقنعة وقاية في وسط العاصمة، وفق ما أفاد صحافي من وكالة فرانس برس. 

وحتى الأسبوع السابق، تظاهرت مجموعات من أنصار الحراك أسبوعيا في العاصمة وبقية الولايات، مهما كان الوضع، في الحر والبرد وفي عطلة الصيف وحتى في شهر رمضان للمطالبة بـ"جزائر حرة، ديموقراطية واجتماعية".

لكن مع انتشار الوباء منعت السلطات التظاهر. وتصاعدت في الأيام الأخيرة دعوات في صفوف الحراك والمعارضة السياسية، طالبت بتعليق الاحتجاجات في الشارع مؤقتا.

وخرج الجمعة 20 / 03 / 2020 سكان العاصمة بأعداد كبيرة في الصباح، لكن هذه المرة لشراء مؤن.  وجالت عربة للبلدية في الأرجاء، مغطاة بلافتات توعية حول فيروس كورونا المستجد، ومجهزة بمكبرات صوت تدعو السكان إلى تعقيم "منازلهم والمناطق المشتركة في البنايات". 

في سوق رضا حوحو، اشترت المحامية سامية (45 عاما) توابل ومواد غذائية حتى تتمكن من التزام البيت مع طفليها ابتداء من الأحد 22 / 03 / 2020. توقفت المرأة عن التظاهر ضد الحكومة منذ نهاية شباط/فبراي 2020، حين أعلنت السلطات الصحية تسجيل أول إصابة بكوفيد-19. 

 

 

كذلك، اشترى عدة مواطنين مؤنا بكميات كبيرة، ما أدى إلى إفراغ رفوف محلات البقالة وأسواق الخضروات. يعترف سعيد (57 عاما)، وهو معلم وأب لخمسة أطفال، أنه اشترى "مخزون حرب" من المواد الأساسية الضرورية.

ويؤكد الرجل الذي يشارك في المسيرات كل أسبوع: "التظاهر؟ من يواصله جاهل بالتأكيد". يعتبر سعيد أنه يجب "حماية العائلات والبلاد من هذا الفيروس. سنواصل الحراك بشكل مختلف. سنجد طرقا بديلة". 

وقررت الجزائر مساء الخميس غلق المقاهي والمطاعم في المدن الكبرى، وتعليق جميع وسائل النقل المشترك العامة والخاصة داخل المدن وبين الولايات، وكذلك النقل عبر القطارات. وسبق أن أغلقت قاعات الأعراس والمساجد والملاعب وغيرها من أماكن التجمع.

أكثر من 12 ألف وفاة بفيروس كورونا في العالم 

وأودى وباء كورونا المستجد بأكثر من 12 الف شخص في العالم بحسب إحصاء لوكالة فرانس برس يستند الى معطيات رسمية حتى الساعة 17,10 ت غ السبت 21 / 03 / 2020.

وفي الإجمال، تم إحصاء 12 الفا و592 وفاة غالبيتها في أوروبا (7199) ثم في آسيا (3459). ومع وفاة 4825 شخصا فإن إيطاليا هي البلد الأكثر تضررا تليها الصين بـ 3255 وفاة وايران (1556). أ ف ب ، د ب أ 

 

 

[embed:render:embedded:node:39528]