مبادرة أورو-متوسطية جديدة على شاطئ الإسكندرية

على أنغام الموسيقى الشعبية التقليدية لدول المتوسط والموسيقى الأوروبية الكلاسيكية افتتحت مؤسسة أنا ليند الأورو-متوسطية للحوار بين الثقافات التي تتخذ من مكتبة الإسكندرية والمعهد السويدي بالإسكندرية مقرا لها. تقرير نيللي يوسف.

الصورة: أ ب
التقارب بين الدول الواقعة على ضفتي البحر المتوسط هو هدف مؤسسة أنا ليند

​​على أنغام الموسيقى الشعبية التقليدية لدول المتوسط والموسيقى الأوروبية الكلاسيكية افتتحت مؤسسة أنا ليند الأورو-متوسطية للحوار بين الثقافات في 20 ابريل/نيسان الجاري حيث تتخذ من مكتبة الإسكندرية والمعهد السويدي بالإسكندرية مقرا لها. تقرير نيللي يوسف.

تعد المؤسسة بمثابة الدولة الأم التي تجمع 35 دولة عضوة في الاتحاد الأوربي بالإضافة إلى الدول الواقعة على جنوب ضفة البحر المتوسط ليتحاوروا معا بصورة عملية.

أقيم حفل الافتتاح تحت رعاية سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري وأوكتافي موديرت ممثلة الاتحاد الأوروبي وحضر الحفل حوالي 180 من المسؤولين والممثلين من كافة الدول ال25 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وال10 دول الشركاء في منطقة البحر المتوسط.

حوار موسيقي

وكما بدأ يوم الافتتاح بالموسيقى فإنه انتهى أيضا بعد أكثر من 10 ساعات متواصلة من الموسيقى الوافدة من الدول ال35. رقص الجمهور في الهواء الطلق بقلعة قايتباي العريقة، حيث قدم موسيقيون من مختلف أرجاء المنطقة مقطوعات موسيقية أفرزتها قرون من الإثراء الثقافي المتبادل في المنطقة الأورو- متوسطية.

وقد تجمع آلاف من الشباب من مختلف دول العالم بالقلعة حيث كان الدخول مجانا ليحتفل الجميع ببدء مفهوم مختلف وفعال من الحوار بين الثقافات والأشخاص والمنظمات.

المتحدثون في حفل افتتاح المؤسسة ومنهم فاروق حسني وزير الثقافة المصري، اينيكو لندابورو ممثل المفوضية الأوروبية للعلاقات الخارجية، ليلى فرايفالد وزيرة خارجية السويد، آسيا بن صلاح أستاذة القانون الدولي بالمغرب، أكدوا أن أهمية مؤسسة أنا ليند تنبع من كونها أول مؤسسة مستقلة تنشئ وتمول جماعيا من كافة الدول الأعضاء في الشراكة الأورو-متوسطية التي أعلن عنها في مؤتمر برشلونة عام 1995.

شبكة الشبكات

وستقوم مؤسسة أنا ليند بدور شبكة الشبكات التي تسعى إلى ربط الشبكات الوطنية بعضها ببعض والتي تربط بدورها بين منظمات المجتمع المدني الناشطة في مجال الثقافة والحوار والتنمية البشرية.

وستقوم المؤسسة بتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية وعمل مشاريع متميزة وتأسيس شبكة ومجلة للمدارس الأورو- متوسطية.

تراوغوت شوفتالر المدير التنفيذي للمؤسسة الذي عين من قبل مجلس المحافظين المكون من أعضاء أورو-متوسطيين قال في حوار لقنطرة إن المؤسسة هي الصيغة والترجمة العملية للشراكة الأورو-متوسطية وتهدف في المقام الأول إلى التقريب بين الشعوب على ساحلي البحر المتوسط لإنهاء النزاعات والصراعات وبخاصة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وذلك من خلال خلق فرص للعمل بين كل هذه الأطراف على مشاريع في مجالات الثقافة، التعليم والعلوم، حقوق المرأة، الفنون والموسيقى حيث أن هذه المجالات هي أقرب الطرق للوصول لقلوب الناس حتى عند نفاذ الكلام.

وأضاف أن المؤسسة تستهدف الشباب من دول شمال وجنوب البحر المتوسط للعمل معا في هذه المشاريع لأنهم الأمل والمستقبل في تحقيق رخاء هذه المنطقة بالتعايش معا والانفتاح على الآخر واكتساب صداقات جديدة.

2+2= الوحدة في التنوع

ومن أول الجوانب التي وضعتها المؤسسة في خطة العمل من عام 2005 وحتى 2007 هي صيغة "2+2" والتي تنص على أن أي مشروع من مشروعات المؤسسة يتطلب مشاركة شريكين على الأقل من الشمال على سبيل المثال إيطاليا وألمانيا مع شريكين من جنوب البحر المتوسط مثل مصر وإسرائيل. وتبلغ ميزانية المشاريع والمبادرات وأنشطة المؤسسة للثلاث سنوات القادمة 10 ملايين يورو.

أوكتافي موديرت عبرت لقنطرة أنه بعد هجمات 11 سبتمبر /أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة ومقتل وزيرة خارجية السويد السابقة أنا ليند في نفس اليوم من عام 2003 فإن المؤسسة تهدف إلى مد الجسور وإزالة الحواجز بين الثقافات وللحد من النزاعات المسلحة.

وتعتقد أن المؤسسة تواجه تحدى كبير في القيام بدورها كشبكة الشبكات نظرا للصعوبة الشديدة في الربط بين كل منظمات المجتمع المدني، إلا أنها ترى أن هذا هو أيضا السبب الرئيسي لإنشائها حيث كانت الحوارات من قبل غير منظمة ولم يكن هناك مكان خاص بتنظيمها وهذا دور المؤسسة الآن وخاصة أن مختلف الشبكات الوطنية قد تم ترتيبها ووضعت على الموقع الالكتروني لمؤسسة أنا ليند.

محاربة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية

وعبرت ممثلة الاتحاد الأوربي عن ثقتها في تراغوت شوفتالر مدير المؤسسة لتاريخه الطويل كسكرتير عام مفوضية اليونسكو بألمانيا التي أعد من خلالها العديد من برامج البحث والتبادل الثقافي لخدمة الشرق الأوسط. كما كلف عام 1996 بأن يكون الجهة المحايدة لإنجاز التعاون الثقافي بين فلسطين وإسرائيل في إطار تنفيذ اتفاقية اوسلو.

وأشارت أوكتافي موديرت، ممثلة الاتحاد الأوربي أن من ابرز أهداف المؤسسة هي مواجهة العنصرية ومحاربة كراهية الآخر ولذلك فإن أولى مشاريع المؤسسة ستتناول على الأرجح مكافحة الخوف من الإسلام أو"الإسلاموفوبيا " وأيضا العداء للسامية.

وأكدت في حوارها مع قنطرة أن دفع العرب للتعامل مع إسرائيل وخاصة المنظمات المدنية لكلا منهما أمر صعب في ظل استمرار أزمة الشرق الأوسط. وستنظم المؤسسة لقاءات بين هذه المنظمات لتذيب الجليد بينهما ولبدء العمل المشترك.

أما وزيرة خارجية السويد ليلى فريفالد فأثنت من خلال شبكة قنطرة على مؤسسة أنا ليند لأنها أصبحت الأداة الأساسية لربط الأشخاص والشبكات المختلفة ببعضهم البعض لينخرطوا في مشاريع مشتركة ولتبادل الزيارات وللقيام برحلات.

وعن كيفية دعم تعاون منظمات المجتمع المدني العربية مع نظيرتها الإسرائيلية فقد أكدت ليلى فريفالد أن المؤسسة ستسهل اللقاءات بين الطرفين وخاصة شباب فلسطين وإسرائيل وإعطائهم الإمكانيات المادية للعمل معا.

الندية والعدالة لإنجاح الحوار

إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية أكد في كلمته التي ألقاها بحفل الافتتاح أن هذه المؤسسة هي الأولى من نوعها لأنها تقوم على الحوار الكفء والمتعادل وليس الحوار المفروض بالقوة والإجبار مما يدعم فرص إحلال السلام وجعل منطقة حوض البحر المتوسط منطقة متميزة في مختلف الجوانب الثقافية والسياسية والاقتصادية.

وعلق أحمد كمال أبو المجد الأستاذ بكلية الحقوق بجامعة القاهرة أن هذه المؤسسة لابد وأن تجد تعاونا من العرب الذين يميلون إلى المبالغة في الانغلاق بحجة الخصوصية الثقافية، مؤكدا أن هناك أزمة ثقافة في العالم العربي.

وحذر من أن العزلة العربية عن العالم هي انتحار ولذلك لابد أن يتعاون العرب بكثافة مع الأطراف الأوروبية لإنجاح أهداف ومشاريع مؤسسة أنا ليند.

بقلم نيللي يوسف
حقوق الطبع قنطرة 2005

www
مؤسسة أنا ليند
طلاب يبنون الجسور
قنطرة
اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوربي وسوريا
على عكس السياسة الأمريكية تجاه سوريا، تحبذ أوروبا خيار توثيق عرى العلاقات مع دمشق وذلك في إطار اتفاقية الشراكة. وبعد إجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان ستتخذ آخر خطوة لازمة وهي موافقة كافة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي. تقرير مانويلا رومر من دمشق.

اتفاقية الشراكة مع الجزائر
تم توقيع اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر في مارس/ آذار 2005 بمدينة الجزائر. وتهدف هذه الاتفاقية إلى "تحرير" الاقتصاد الجزائري وفتح أسواق جديدة، وعلاوة على ذلك فإنها تهدف إلى تحرير مجال الطاقة. تقرير برنهارد شميدت