مصرع عشرات بحريق قسم كورونا بمشفى بالناصرية بالعراق بعد شهرين ونصف على حادث مماثل ببغداد

ارتفاع حصيلة القتلى إلى 64 ضحايا حريق مستشفى الناصرية في جنوب العراق: مصرع  العشرات في حريق بمركز لعزل مرضى كورونا - ارتفعت إلى 64 قتيلا حصيلة ضحايا الحريق الذي اندلع يوم الإثنين 12 / 07 / 2021 في قسم مخصّص لعزل المصابين بكوفيد-19 في مستشفى بمدينة الناصريّة في جنوب العراق، على ما أعلن مصدر طبي الثلاثاء 13 / 07 / 2021.

وقال مصدر في دائرة الطب العدلي في الناصرية "ارتفعت حصيلة ضحايا الحريق إلى 64 شخصا، بينهم نساء وتم التعرف على هوية 39 شخصا منهم".

ورجح المصدر ارتفاع حصيلة الضحايا لعدم العثور على بعض المرضى حتى الساعة.

كذلك، أدى الحريق إلى إصابة مئة بجروح مازل البعض منهم يتلقى العلاج، على ما أوضحت مصادر طبية.

واندلع الحريق مساء الاثنين في قسم مخصّص لعزل المصابين بكوفيد-19 في مستشفى بمدينة الناصريّة في جنوب العراق.

وقال الناطق باسم دائرة الصحّة في محافظة ذي قار الدكتور حيدر الزاملي إنّ الحريق اندلع في مركز عزل مرضى كوفيد-19 ضمن المبنى الرئيسي لمستشفى الإمام الحسين التعليمي في وسط مدينة الناصرية (300 كلم جنوب بغداد) مشيراً إلى أنّ مركز العزل الذي احترق كان فيه 70 سريراً.

وعقد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعاً طارئاً مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنيّة للوقوف على أسباب المأساة وتداعياتها.

ومن بين الضحايا ممرّضة قضت في الحريق، فيما هرع مئات المتطوّعين لتقديم المساعدة لإنقاذ المرضى الذين حاصرتهم ألسنة النيران.

وأوضح الزاملي أنّ "20 مريضاً تمّ إنقاذهم خلال عمليّات الإخلاء التي جرت وشارك فيها عدد كبير من فرق الدفاع المدني".

وأعلنت السلطات المحلية في المحافظة حال الطوارئ، فيما استدعت دائرة صحّة ذي قار الأطبّاء المجازين للالتحاق بعملهم.

وبعد السيطرة على الحريق، خرجت تظاهرة صاخبة أمام المستشفى وهتف المتظاهرون "الله أكبر، الأحزاب حرقونا".

وقال رئيس مجلس النوّاب محمد الحلبوسي في تغريدة على تويتر إنّ "فاجعة مستشفى الحسين دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيّين (...) وقد آن الأوان لوضع حدّ لهذا الفشل الكارثي".

وأضاف أنّ "البرلمان سيحوّل جلسة اليوم لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى".

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة النيران تلتهم المبنى الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان الأسود.

ووفقاً لمصدر في دائرة الصحّة في المحافظة فإنّ الحريق نجم عن انفجار اسطوانات أكسجين. وإذا صحّت هذه المعلومات تكون هذه المأساة نسخة طبق الأصل عن تلك التي وقعت في مستشفى ابن الخطيب في بغداد في نهاية نيسان/أبريل 2021 ونجمت أيضاً عن سوء تخزين اسطوانات الأوكسجين التي يستخدمها مرضى كوفيد-19.

وعزت مصادر سبب الحادث إلى الإهمال الذي غالباً ما يكون مرتبطاً بالفساد في بلد تعاني مستشفياته من حالة سيّئة وهاجر عدد كبير من أطبّائه بسبب الحروب المتكرّرة منذ أربعين عاماً.

وكان العراق معروفاً حتّى ثمانينيات القرن الفائت بمستشفياته في العالم العربي وبجودة خدماتها ومجّانيّتها. لكنّه بات اليوم يعاني تدهوراً على هذا الصعيد وسط ضعف تدريب كوادره الصحيّين وقلّة موارد وزارة الصحّة التي لا تتجاوز 2% من مجمل موازنة الدولة.

وأعلنت وزارة الداخليّة في نيسان/أبريل 2021 اندلاع سبعة آلاف حريق بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس، كان سبب غالبيتها احتكاكات كهربائية في متاجر أو مطاعم أو مبان، فيما تضرب البلاد حالياً موجة حرّ تجاوزت الخمسين درجة مئوية.

وفي نهاية نيسان/أبريل الماضي 2021، اندلع حريق مماثل في مستشفى ابن الخطيب المخصّص لمرضى كورونا في بغداد، مما أسفر عن أكثر من 80 قتيلاً.

وكان كثير من ضحايا حريق ابن الخطيب على أجهزة التنفّس الصناعي ويتلقّون العلاج من كوفيد-19 وقد أصيبوا بحروق أو اختناق في الحريق الذي انتشر بسرعة في أروقة المستشفى حيث كان عشرات الأقارب يزورون المرضى في وحدة العناية المركزة.

وأثار الحريق يومها غضباً واسعاً، ما أدّى إلى تعليق مهام وزير الصحّة آنذاك حسن التميمي الذي ما لبث أن استقال بسبب تلك المأساة.

والعراق الذي لا يزال اقتصاده المعتمد على النفط يتعافى إثر عقود من الحروب ويعيش كثير من سكّانه تحت خطّ الفقر، سجّل أكثر من 1,4 مليون إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 17 ألف وفاة.

ولا تزال البنية التحتيّة الصحية في البلاد متهالكة، والاستثمار في الخدمات العامّة محدود بسبب الفساد المستشري.

ومنذ بدء إطلاق اللقاح في آذار/مارس 2021، لم تتمكّن السلطات الصحية من تلقيح سوى واحد بالمئة من سكّان البلاد البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

ويأتي حريق المستشفى بعد ساعات على اندلاع حريق محدود في مقرّ وزارة الصحة في بغداد، سرعان ما تمّ احتواؤه من دون تسجيل أي وفيات. أ ف ب

 

[embed:render:embedded:node:38254]