جسور ثقافية عبر ضفتي البحر الأبيض المتوسط

يعد البحر المتوسط بالنسبة لدول شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا مصدراً للانتعاش الثقافي. ومساهمة في مد جسور الحوار والتفاهم بين دول المنطقة اليورومتوسطية نشأت بمبادرة ألمانية مؤسسة جديدة للتبادل العلمي والثقافي. محمد الحشاش يعرفنا بهذه المؤسسة.

الصورة دويتشه فيله
تسعى هذه المؤسسة الجديدة إلى تحقيق التلاقي بين أوروبا ودول جنوب البحر المتوسط

​​ نشأت المؤسسة العلمية والثقافية الجديدة "مؤسسة أوروبا والبحر المتوسط للتعاون والتبادل في مجال العلوم الثقافية" بناء على مبادرة من الأمين العام لمعهد العلاقات الخارجية الألماني رونالد غريتس، والبروفسور بيرند توم، أستاذ دراسات الأدب الألماني الخاصة بالتداخل الحضاري في جامعة كارلسروه الألمانية. وبالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية، ومركز طارق بن زياد في العاصمة المغربية الرباط عُقدت على مدي يومين (25-26 أكتوبر/ تشرين الأول 2010) في مقر المركز جلسات الاجتماع التأسيسي لهذه المؤسسة، التي اتخذت في مبنى معهد العلاقات الخارجية الألماني في شتوتجارت مقراً لها.

"الحوار الثقافي أساس تعزيز العلاقات بين الشعوب"

الصورة د.ب.ا

​​ وفي حديث إلى دويتشه فيله قال الأستاذ الدكتور محيي الدين الحضري، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تونس وقطر، وعضو الهيئة المشرفة على نشاطات المؤسسة الجديدة، بأنه شارك في هذه الجلسات جهات ألمانية وجهات عربية وعدد كبير من الأساتذة الجامعيين من تونس والمغرب ومصر وفرنسا وجمهورية التشيك ومن دول أخرى عديدة. وأضاف الحضري قائلاً: "دار في هذا الاجتماع نقاش هام جداً حول طبيعة الأوضاع السائدة حالياً في العلاقات بين دول البحر المتوسط وأوروبا، والمشروع المتوسطي بشكل عام وخاصة في بعده الثقافي والعلمي".

وتسعى هذه المؤسسة الجديدة إلى تحقيق التلاقي بين أساتذة الجامعات والعاملين في مجال الثقافة والصحفيين من أوروبا ودول جنوب البحر المتوسط، وإلى التعاون مع المنظمات الشريكة، والمؤسسات الدولية والمراكز العلمية ذات الصلة. وذلك لأنها، وكما قال الحضري، تسعى إلى أن تسهم فعلاً في إرساء حوار سليم بين دول البحر المتوسط وبين أوروبا والشعوب العربية، وكذلك في تعزيز العلاقات بين دول البحر المتوسط وأوروبا. وتابع الحضري يقول "أهداف المؤسسة متنوعة، منها ما هو أكاديمي، ومنها ما يشمل كل الجهات المعنية بالحوار الثقافي اليوم، سواء على مستوى المؤسسات الثقافية، أو المتاحف، أو الإعلام".

""المؤسسة تركز على الإعلام في تحقيق أهدافها

وأضاف الحضري أن موضوع الحوار الثقافي مهم جداً، لأنه يُطرح بشكل جديد على مستوى أوروبا والرأي العام، وبالتالي من المهم أن تسهم النخب الثقافية والعلمية على ضفتي البحر المتوسط في تهيئة الأجواء وبناء جسور جديدة للحوار الثقافي السليم. ومن هنا فإنه يعتقد أن مبادرة إنشاء هذه المؤسسة تأتي في الوقت المناسب. وعن دور الإعلام في تحقيق ما تسعى إليه المؤسسة الجديدة قال الحضري في حديثه إلى دويتشه فيله: "تركز المؤسسة على دور الإعلام في الحوار من حيث إمكان توظيف الإعلام بشكل إيجابي لتنقية الأجواء وإضفاء صورة حقيقية على طبيعة الثقافات، وطبيعة الإرث الثقافي، وما يمكن أن يحصل في مستوى التبادل المعرفي والثقافي بين بلدان أوروبا ودول حوض المتوسط".

وتتمثل أولى الخطوات الملموسة في نشاطات هذه المؤسسة الجديدة في المشاركة في الندوات العلمية الخاصة بمنطقة حوض البحر المتوسط والتي تعقد في برشلونة ومارسيليا. وإضافة إلى ذلك ستصدر المؤسسة سلسلة من المنشورات عن قضايا المنطقة اليورومتوسطية، كما ستنشئ موقعاً إليكترونياً، وتضع برامج تعليمية للمدارس والجامعات. وتقوم المؤسسة حالياً بإعداد قاموس للمصطلحات الثقافية والسياسية في المنطقة، وفوق ذلك تعد المؤسسة بالتعاون مع المركز الأوروبي في ولاية بادن فورتيمبرغ الألمانية لعقد مؤتمر سنوي في مدينة شتوتجارت خاص بمنطقة حوض البحر المتوسط.

محمد الحشاش
مراجعة: عماد مبارك غانم
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010

قنطرة

حوار مع مستشار العاهل المغربي اندريه ازولاي:
"ديانتي اليهودية ليست ديانة قطيعة، بل هي ديانة الإنصات للآخر"
يشكل مستشار العاهل المغربي اندريه ازولاي حالة استثنائية في العالم العربي والإسلامي، فهو المغربي اليهودي الوحيد، الذي ينتمي إلى المربع الذهبي للحكم في المغرب منذ عشرين عاما. ريم نجمي حاورت اندريه ازولاي في لقاء خص به موقع قنطرة حول رؤيته لحوار الحضارات وقراءته للواقع السياسي في الشرق الأوسط.

حوار مع الشاعر اللبناني فؤاد رفقة:
فؤاد رفقة...صوت غوته في العالم العربي
حصل الشاعر والفيلسوف والمترجم اللبناني، فؤاد رفقة على ميدالية غوته تقديرًا لترجماته الكثيرة عن اللغة الألمانية إلى العربية. راينر تراوبه في حوار حول الترجمة ومدّ الجسور بين الثقافات مع الشاعر فؤاد رفقة الذي كرَّس حياته من أجل اللغة الألمانية وأوصل شعر غوته إلى بيروت والعالم العربي.

الدور المستقبلي للسياسة الثقافية الخارجية الألمانية:
حديث مع العالم....نحو رؤية ثقافية تفاعلية
يوضح كلاوس ديتر ليمان رئيس معهد غوته في مقالته الآتية الأهداف التي ينبغي للسياسة الثقافية الخارجية الألمانية أن تضعها نصب عينيها خلال العقد المقبل، إضافة إلى ملامح هذه السياسة وأهمية الحوار بين الثقافات في إنجاح هذه الرؤية الثقافية المبنية على الشراكة والتواصل.