الجزائر: إفراج عن العشرات وعن رمز حرية الصحافة خالد درارني قبيل ذكرى الحراك الثانية 22 فبراير

الصورة من الأرشيف (السادس من مارس / آذار 2020) للصحفي الجزائري خالد درارني - الجزائري خالد درارني رمز المعركة من أجل حرية الصحافة: بدأ الصحافي الجزائري خالد درارني الذي أُفرج عنه الجمعة 19 / 02 / 2021 بعد عام على اعتقاله، حياته المهنية كمقدم برامج تلفزيونية اكتسب شهرة قبل أن يصبح رمزا للنضال من أجل حرية الصحافة في بلده.

وقد أفرج عنه الجمعة بعد يوم من الانتظار الطويل لأقاربه وناشطين وزملاء صحافيين تجمعوا أمام سجن القليعة غرب العاصمة الجزائرية. وقد بدا هادئا وفي حالة جيدة وقد وضع كمامة.

وقال في تسجيل فيديو تناقله رواد شبكات التواصل الاجتماعي "أشكر كل من ساندني ودعم معتقلي الرأي لأن دعمكم ضروري لنا جميعا وهو دليل على براءتنا".

وعند خروجه من السجن رفع شارة النصر بأصابعه التي لوح بها في السنوات الأخيرة في مواجهة ترهيب السلطات.

ولد خالد دراريني في العاصمة الجزائرية في العاشر من آب/أغسطس 1980 لعائلة ثرية ودرس القانون والعلوم السياسية في كلية بن عكنون في العاصمة، قبل أن يبدأ حياته المهنية كصحافي.

كانت بداياته في وسائل الإعلام العامة، إلا أن خالد دراريني أصبح مقدم برامج بارزا على محطات خاصة اعتبارا من 2013 واشتهر خصوصا بعروضه على محطتي "دزاير تي في" و"الشروق".

وهو يحظى باحترام زملائه لمهنيته ورصانته. وقد أنشأ في 2017 موقع "قصبة تريبون" الإخباري الذي يغطي أخبار الجزائر وحظرته السلطات اعتبارا من كانون الأول/ديسمبر 2020. وعمل في الوقت نفسه مراسلا في الجزائر لقناني "تي في 5 موند" والمنظمة غير الحكومية "مراسلون بلا حدود".

وفي منتصف ايلول/سبتمبر 2020 حكم على الصحافي البالغ من العمر أربعين عاما بالسجن عامين بتهمة "التحريض على التجمع غير المسلح" و"المساس بالوحدة الوطنية". وقد بدا هزيلا خلال محاكمته وأثار قلقا بشأن ظروف احتجازه.

وخالد دراريني أعزب. وقد تعرض للتهديد مرات عدة من قبل الأجهزة الأمنية التي انتقدته لقربه من الحراك، حركة الاحتجاج الشعبي. وكان قد اعتقل في آذار/مارس 2020 في الجزائر العاصمة على هامش تظاهرة.

لكن الصحافي دافع عن نفسه في المحكمة قائلا "كل ما فعلته هو ممارسة مهنتي".

وقام بتغطية مسيرات الحراك منذ انطلاقه في شباط/فبراير 2019 لا سيما عبر حسابه على تويتر الذي يتابعه مئات الآلاف من الأشخاص ووضع فيه صورا وشعارات وبيانات مباشرة من مسيرات الاحتجاج.

وبينما أطلقت الملاحقات القضائية ضده الواحدة تلو الأخرى، تحرك صحافيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان في الجزائر وكذلك في الخارج للمطالبة بالإفراج الفوري عنه.

والرئيس عبد المجيد تبون -الذي سمح بنفسه بالإفراج عنه عبر إصدار عفو رئاسي عن معتقلي الحراك-، ألمح إلى أن خالد درارني جاسوس في خدمة السفارات الأجنبية، من دون أن يذكر اسمه.

وردت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تغريدة على تويتر "حر أخيرا! بعد أحد عشر شهرا من الاعتقال التعسفي لممارسة مهنته يستعيد مراسلنا في الجزائر خالد دراريني الحرية التي كان يجب ألا يفقدها إطلاقا!".

الإفراج عن 35 على الأقل من معتقلي الحراك في الجزائر (لجنة دعم)

وأفرجت السلطات الجزائرية عن 35 على الأقل من معتقلي الحراك -خلال أربع وعشرين ساعة ممتدة إلى مساء يوم السبت 20  / 02 / 2021- بموجب عفو أصدره الرئيس عبد المجيد تبون، وفق ما أفادت السبت 20  / 02 / 2021 اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين.

وكانت وزارة العدل الجزائرية قد أعلنت مساء الجمعة 19  / 02 / 2021 الإفراج عن 33 شخصا من المحكومين والملاحقين قضائيا "لأفعال مرتبطة باستعمال الشبكات الاجتماعية أو مرتبكة أثناء أعمال التجمهر". ولم تعلن الوزارة عن أرقام جديدة السبت 20  / 02 / 2021.

لكن اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين التي تدعم مساجين الرأي، تحدثت عن عمليات أخرى إفراج السبت 20  / 02 / 2021.

وجرت عمليات الإفراج في عدة مناطق من الجزائر، وجاءت قبل أيام من الذكرى الثانية للحراك الذي انطلق في 22 شباط/فبراير.

وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون الخميس السبت 18  / 02 / 2021 عن سلسلة تدابير لاحتواء الأزمة السياسية التي تمر بها الجزائر، بينها الإفراج عن نحو ستين من معتقلي الرأي في حركة تهدئة مع أنصار الحراك الاحتجاجي.

ووفق أحدث أرقام اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، كان قبل العفو الرئاسي نحو 70 معتقلا على خلفية المشاركة في الحراك و/أو الحريات الفردية.

وبين المفرج عنهم الجمعة المعارض رشيد نكاز والصحافي خالد درارني الذي صار رمزا للنضال من أجل حرية الصحافة في الجزائر.

وقال درارني في تصريح لتلفزيون "تي في 5 موند" الناطق بالفرنسية والذي يعمل مراسلا له في الجزائر، "معركتي (من أجل حرية الصحافة) متواصلة".

ورحب الاتحاد الأوروبي بـ"النبأ السار لإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين بعفو رئاسي في الجزائر"، واعتبر أنه "قرار يعترف بأهمية حرية التعبير والتعددية في العملية الديمقراطية".

وبعد تجمعات في عدة ولايات هذا الأسبوع، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للتظاهر الإثنين 22 / 02 / 2021 في أنحاء البلاد وخصوصا في العاصمة لإحياء الذكرى الثانية لانطلاق الحراك.

وتعطلت غالبية تظاهرات الحراك الأسبوعية في آذار/مارس 2020 بسبب القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا. أ ف ب  20 / 02 / 2021

 

[embed:render:embedded:node:41360]