الخارجية الأميركية تصف إيران بأنها المقر الجديد لتنظيم القاعدة وإيران تنفي وروسيا تدافع عن طهران

بومبيو يصف إيران بأنها "المقر الجديد" لتنظيم القاعدة: وصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء 12 / 01 / 2021 إيران بأنها أصبحت "المقر الجديد" لتنظيم القاعدة، متخطية في ذلك أفغانستان وباكستان، وذلك في موقف أثار ردة فعل إيرانية ساخرة وتشكيك خبراء كثر.

وقبل ثمانية أيام من موعد تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، أكد بومبيو تقريرا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 حول مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة عبد الله أحمد عبد الله في طهران في آب/أغسطس 2020 على أيدي إسرائيليين، لكنه لم يدل بأي تعليق حول الجهة التي نفّذت العملية.

وقال بومبيو في كلمة ألقاها في نادي الصحافة الوطني "تنظيم القاعدة لديه مقر جديد. إنه الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

واعتبر بومبيو أن "إيران هي بالفعل أفغانستان الجديدة، كمركز جغرافي رئيسي للقاعدة، لكنها في الواقع أسوأ".

وتابع "على عكس أفغانستان، عندما كانت القاعدة مختبئة في الجبال، فإن القاعدة اليوم تعمل تحت حماية النظام الإيراني".

وطالب بومبيو الذي دافع دوما عن سياسة تعزيز الضغوط على إيران وعن عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني مطلع العام الماضي 2020، المجتمع الدولي بتشديد الضغوط على الجمهورية الإسلامية، واصفا التحالف المزعوم بين إيران والقاعدة بأنه "قوة هائلة للشر في كل أنحاء العالم". وقال "إذا تجاهلنا محور الشر هذا إيران/القاعدة، فسنكون مسؤولين عن ذلك. علينا أن نواجهه. علينا أن ننتصر عليه".

ولم يذهب بومبيو إلى حد الدعوة إلى عمل عسكري، قائلا "إذا كان لدينا هذا الخيار، إذا اخترنا القيام بذلك، فهناك مخاطرة كبيرة جدا بتنفيذه".

لكنه أعلن فرض عقوبات على عدد من الأفراد ومكافأة مقدارها سبعة ملايين دولار مقابل معلومات عن عضو في تنظيم القاعدة قال إنه يعتقد أنه موجود في إيران ويُعرف باسم محمد أباتاي أو عبد الرحمن المغربي.

وتتعارض عقيدة النظام الحاكم في إيران مع أيديولوجيات تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وقد انخرط مقاتلون موالون لها في معارك ضد هذين التنظيمين في سوريا.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الثلاثاء 12 / 01 / 2021 إن بومبيو "يختم مسيرته المهنية الكارثية بمزيد من الأكاذيب المحرضة على الحروب"، وفق ما أوردته وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا".

وجاء في تغريدة أطلقها وزير الخارجية الإيراني "لا أحد ينخدع (بما يقوله الوزير الأميركي)، لأن جميع الإرهابيين (الضالعين) في حادث 11 ايلول /سبتمبر كانوا من رعايا الدول المحببة لبومبيو في الشرق الأوسط؛ ولم يكن أي منهم إيرانيا"، وفق الوكالة الإيرانية.

وأقر بومبيو بأن مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان "يعتبر أن أعضاء القاعدة في جمهورية إيران الإسلامية رهائن"، وأنه لا يوجد دليل على دعم إيران لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 التي نفذها انتحاريون معظمهم سعوديون.

لكن الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، قال إن إيران في السنوات الأخيرة أعطت القاعدة مساحة أكبر من الحرية، بما في ذلك إصدار وثائق سفر، وأن التنظيم لديه "قيادة مركزية" في طهران.

ويعتقد العديد من الخبراء أن طهران سمحت لعناصر من تنظيم القاعدة باستخدام أراضيها الآمنة نسبيا من الجيش الأميركي، بغية توفير ضمانات بأن المتطرفين لن يستهدفوا إيران.

وقال تريتا بارسي نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي للأبحاث إن غالبية دول الشرق الأوسط توصّلت إلى ترتيبات تكتيكية مع مقاتلين، وليس هناك فعلا ما يوحي بوجود تحالف بين إيران والقاعدة.

وقال "يمكنك الاستناد إلى جزيئيات ليست بحد ذاتها خاطئة وتحويلها إلى استنتاج مختلف تماما عما تشير إليه الوقائع".

وتساءل "لو صح ذلك، لمَ يكشفه قبل تسعة أيام من مغادرته المنصب؟"، وأضاف أنه كان باستطاعة بومبيو أن يستغل قضية القاعدة لتبرير حملة "الضغوط القصوى" التي مارسها ترامب على إيران.

وتابع أن "كشف هذا الأمر الآن يعطيني انطباعا بأن التفسير الأكثر منطقية هو أنه يقوم بذلك في محاولة مستميتة لمنع إدارة بايدن من رفع الضرر".

ولم يوجّه بومبيو في كلمته أي رسالة إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي تخطى تهديده في غالبية دول العالم خطر تنظيم القاعدة، وشن هجمات في طهران في العام 2017.

ومن المتوقّع أن يسعى بايدن إلى العودة للمقاربة الدبلوماسية في الملف الإيراني، وقد اختار الدبلوماسي المتقاعد والمرموق وليام بيرنز لتولي إدارة وكالة الاستخبارات المركزية "سي.آي.إيه".

وحديثاً اتّخذ بومبيو مواقف أكثر تشددا على الصعيد الدبلوماسي في حين يواجه ترامب احتمال إطلاق إجراءات لعزله على خلفية اقتحام مناصرين له مقر الكونغرس.

وهو أعلن مساء الأحد 10 / 01 / 2021 أن الولايات المتحدة ستصنف الحوثيين في اليمن على قائمتها السوداء للجماعات "الإرهابية"، رغم تحذيرات منظمات الإغاثة من أن تفاقِم تداعيات هذا القرار الأزمة الإنسانية الحادة في هذا البلد.

والإثنين 11 / 01 / 2021 رصدت مراسلة صحيفة "بوليتيكو" بومبيو مع قائد جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "موساد" في مطعم يعدّ "الوجهة الأمثل في واشنطن لاستقطاب الأنظار".

والعام الماضي 2020 أفاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن عناصر إسرائيليين يعتقد أنهم وراء مقتل أبو محمد المصري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، في طهران، علما أنه مدرج في قائمة واشنطن للمطلوبين على خلفية تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في العام 1988.

الخارجية الروسية: اتهام واشنطن لإيران بأنها ملاذ لتنظيم القاعدة "غير موثوق"

من جانبها وصفت وزارة الخارجية الروسية تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن إيران أصبحت ملاذا لتنظيم القاعدة بأنها "غير موثوقة".

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مدير القسم الآسيوي في الخارجية

الروسية زامير كابولوف القول يوم الأربعاء 13 / 01 / 2021 إن التصريحات الأمريكية "غير موثوقة"، وشدد على أن "موسكو ليس لديها معلومات عن مثل هذه العلاقات مع طهران".

وتابع بالقول: "يبدو أن السيد بومبيو، في نهاية رئاسة (دونالد) ترامب،

يريد أن يفعل شيئا آخر لإيذاء إيران. لكن هذا لا أساس له على الإطلاق وغير موثوق".

إيران تنفي تأكيد بومبيو أن لها علاقات بالقاعدة

من جهته رفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تأكيد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن لإيران علاقات مع تنظيم القاعدة واصفا تصريحات بومبيو بهذا الشأن بأنها أكاذيب تنم عن التعطش للحرب.

وكتب ظريف على تويتر "مع (نزع السرية) الذي هو من وحي الخيال بشأن إيران والمزاعم المتعلقة بالقاعدة ينهي بومبيو بشكل مثير للشفقة مشواره الكارثي بمزيد من الأكاذيب المروجة للحرب".

وأضاف "لا أحد ينخدع. كل إرهابيي 11 / 09 جاءوا من الوجهات المفضلة لبومبيو في الشرق الأوسط، لا أحد من إيران".

وقال بومبيو يوم الثلاثاء 12 / 01 / 2021 إن تنظيم القاعدة أنشأ مركزا جديدا في إيران وإن الولايات المتحدة لديها اختيارات أقل في مواجهة التنظيم بعد أن "تحصن داخل" ذلك البلد.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية قول المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده "إيران ضحية لإرهاب الدولة الأمريكي

والجماعات التابعة له منذ سنين ... ولها سجل واضح في قتال القاعدة والدولة الإسلامية".

وإيران دولة شيعية وتعتبر نفسها عدوا لدودا للجماعات الإسلامية السنية المتشددة مثل الدولة الإسلامية والقاعدة. ومع ذلك اتهمها مسؤولون أمريكيون في السابق بإيواء بعض رموز القاعدة.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت في نوفمبر تشرين الثاني 2020 إن القيادي بالقاعدة أبو محمد المصري المتهم بالمساعدة في تدبير تفجير سفارتين أمريكيتين في أفريقيا عام 1998 قتله عملاء إسرائيليون بالرصاص في إيران. ونفت إيران التقرير، قائلة إنه لا يوجد "إرهابيون" من القاعدة على أراضيها. أ ف ب ، رويترز ، د ب أ