وزير أمريكي شجع البحرين وعُمان والسودان على التطبيع مع إسرائيل كالإمارات وبدا أنه رجع بخُفَّي حُنين

أنهى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس 27 / 08 / 2020 جولة في الشرق الأوسط سعى فيها لتشجيع دول عربية أخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد الإمارات.

وسعى بومبيو في جولته التي قادته إلى البحرين وسلطنة عمان والسودان بشكل خاص إلى حث هذه الدول على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد الاتفاق التاريخي في هذا الإطار بين الدولة العبرية والإمارات العربية المتحدة، ولكنه بدا وكأنه غادر خالي الوفاض، أقله في الوقت الحالي، حيث لا يبدو أن هذه الدول مستعدة للإقدام على ذلك.

وكتب بومبيو في تغريدة على تويتر "التقيت اليوم مع سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد لمناقشة أهمية بناء السلام والاستقرار والازدهار عبر مجلس تعاون خليجي موحد".

وأكد بومبيو على امتنانه "لشراكتنا الأمنية القوية والعلاقات الاقتصادية".

من جهتها، قالت وكالة الأنباء العمانية إنه "خلال المقابلة تم استعراض أوجه التعاون الثنائي القائم بين السلطنة والولايات المتحدة في إطار العلاقات الوطيدة التي تربطهما والأمور ذات الاهتمام المتبادل بين الجانبين".

وبومبيو هو أول مسؤول غربي رفيع يلتقي السلطان هيثم الذي خلف السلطان قابوس الذي توفي في كانون الثاني/يناير 2020 بعد توليه حكم السلطنة نحو 50 عاما.

وعلى الرغم من عدم إقامة السلطنة علاقات رسمية مع إسرائيل، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في تشرين الأول/أكتوبر 2018 محادثات مفاجئة مع السلطان الراحل قابوس في مسقط. وجاءت الزيارة بعد 24 عاما من زيارة لها قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه إسحق رابين. وكانت مسقط رحبت بقرار الإمارات في 13 من آب/أغسطس 2020 مؤكدة في ذات الوقت دعمها للفلسطينيين.

 

.................................

طالع أيضا

المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه: "إسرائيل تخشى ديمقراطيات عربية فاعلة في فلسطين"

أساطير "محور المقاومة" في إيران ولبنان واليمن وسوريا والعراق

هل يلغي الأردن اتفاق السلام مع إسرائيل إذا ضمت الضفة الغربية؟

معركة الأردن ضد صفقة القرن وجائحة كورونا

.................................

 

وأصبحت الإمارات ثالث دولة عربية تطبع علاقاتها مع الدولة العبرية بعد مصر والأردن.

وفي السودان، أكدت الحكومة الانتقالية لبومبيو أنها "لا تملك تفويضا" لاتخاذ قرار في شأن التطبيع مع إسرائيل، كونها حكومة تدير مرحلة انتقالية يفترض أن تنتهي في العام 2022 بانتخابات تنتج عنها حكومة يمكن أن تنظر في الموضوع.

- جولة "مخيبة" -

وفي المنامة، أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لبومبيو التزام بلاده بمبادرة السلام العربية التي تنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل تطبيع العلاقات.

ويشكّل الموقف البحريني رفضا ضمنيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في وقت قريب. ويستبعد أن تقدم البحرين، وهي حليف وثيق للسعودية ومقرّ للأسطول الخامس الأميركي، على إقامة علاقات مع إسرائيل من دون مباركة الرياض الرافضة للتطبيع قبل التوصل إلى حلّ مع الفلسطينيين.

وكانت السعودية قد رعت مبادرة لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني أطلقت عام 2002 تدعو فيها إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 مقابل السلام والتطبيع الكامل للعلاقات مع الدول العربية.

وقالت المحللة المختصة في شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية إلهام فخرو لوكالة فرانس برس إن "سياسة البحرين الخارجية تتماشى بشكل وثيق مع السعودية. وعندما أكدت السعودية التزامها بمبادرة السلام العربية الأسبوع الماضي، أصبح من الواضح أن البحرين ستتبع موقف جارتها الأكبر".

وبالنسبة لسلطنة عمان فإنها "لطالما وازنت بنجاح دبلوماسيتها مع لاعبين إقليميين مختلفين بما في ذلك إيران والسعودية وإسرائيل، ومن غير المرجح أن ترغب في خسارة وضعها كلاعب محايد ووسيط دبلوماسي، عبر خروجها عن موقف جامعة الدول العربية".

ويرى هيو لوفات المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أنه "بعد أن قضى مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أياما في المبالغة في احتمال أن تحذو دول عربية اخرى حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يبدو عدمُ وجود أي التزامات علنية خلال جولة بومبيو الإقليمية أمرا مخيبا تماما".

وبالنسبة لسلطنة عمان فإنها "لطالما وازنت بنجاح دبلوماسيتها مع لاعبين إقليميين مختلفين بما في ذلك إيران والسعودية وإسرائيل، ومن غير المرجح أن ترغب في خسارة وضعها كلاعب محايد ووسيط دبلوماسي، عبر خروجها عن موقف جامعة الدول العربية".

 

خريطة ترسم ما يمكن أن تكون عليه أجندة التطبيع، فبعد مصر والأردن والإمارات توجد أسماء الدول العربية المرشحة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
خريطة ترسم ما يمكن أن تكون عليه أجندة التطبيع، فبعد مصر والأردن والإمارات توجد أسماء الدول العربية المرشحة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

 

- جولة كوشنر -

ورغم التصريحات الأميركية المتفائلة، فإن التقارب مع الدولة العبرية أثار انتقادات من بعض الدول العربية.

ولم تنتقد السعودية الاتفاق بين حليفتها الاقليمية الأقوى الإمارات وإسرائيل، لكنها أعادت التأكيد على عدم تطبيع علاقاتها مع إسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

وثمة ملف آخر يبدو حساسا بالنسبة إلى إسرائيل وهو احتمال أن تبيع الولايات المتحدة مقاتلات من طراز إف-35 إلى الإمارات التي حل بها بومبيو الأربعاء.

وتاريخيا، عارضت إسرائيل على الدوام بيع هذه المقاتلات لدول أخرى في الشرق الأوسط بينها الأردن ومصر، حرصا منها على الحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة.

ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقارير أشارت إلى أن الاتفاق مع الإمارات "لم يشمل قبول إسرائيل بأي صفقة أسلحة". أما بومبيو فحفظ للإمارات حقها في الدفاع عن نفسها ضد إيران، قائلا خلال زيارته إلى إسرائيل الإثنين في المحطة الأولى من جولته في المنطقة، إنها ستتمكن من ذلك "بطريقة تحافظ على التزاماتنا تجاه إسرائيل".

وبحسب لوفات فإنه "من الممكن أن يكون عدم الوضوح بشأن التزام الولايات المتحدة ببيع طائرات إف-35 إلى الإمارات لعب دورا في إبطاء موجة ثانية من التطبيع".

في هذا السياق، سيحاول مستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر الحفاظ على "الزخم" الذي أحدثه الاتفاق مع الإمارات، من خلال زيارة المنطقة الأسبوع المقبل.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن كوشنر سيستقل خلال زيارته أول رحلة تجارية مباشرة بين إسرائيل والإمارات (تل أبيب - أبو ظبي).

وقال كوشنر "إنني أركز كثيراً على رحلتي الأسبوع المقبل إلى الشرق الأوسط، وآمل أن نتمكن من تقوية وتعزيز اتفاق السلام هذا".

وأضاف في إشارة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، "آمل أن نتمكن من استخدام هذا الاختراق للحصول على مزيد من الزخم". وكان كوشنر يتحدث خلال حوار مع موقع "بوليتيكو" الإخباري. أ ف ب

 

[embed:render:embedded:node:41265]