" الثقافة كسياسة" للكاتب السوري ياسين الحاج صالح

http://www.almodon.com/culture/2016/8/16/%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D9%86%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D8%B0%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82%D9%8A

صدر للكاتب السوري ياسين الحاج صالح كتاب فكري سياسي بعنوان «الثقافة كسياسة». يعالج هذا الكتاب دور المثقفين ومسؤولياتهم الاجتماعية في زمن الاستبداد والتسلط.
يقول ياسين عن الكتاب: «الثقافة قوة سياسية بما هي ثقافة، بما هي شكل من أشكال العمل العام له شخصيته الخاصة وكرامته الذاتية. من واجب المثقفين أن يتدخلوا في السياسة في كل وقت، في أوقاتنا الدموية اليوم خاصة، وأن يقولوا كلاماً واضحاً عن السلطة وعن السجن والتعذيب والعنف والتمييز والقتل والمنفى والكراهية والتحقير والتعصب والعنصرية. لكن هناك شيئا واحدا أسوأ من أن يعمل المثقفون كسياسيين عمليين، هو زعم المثقف بأن مجاله هو الفكر أو الفن، وأنه لن «يُلوّث» نفسه بالسياسة وشؤونها. في مثل شروطنا الراهنة، هذا المسلك استراتيجية تبرر الراهن دوماً، ولا تبرر غيره. حين يُقتل الناس بكل طريقة، حين يُذلّون ويهانون، حين يحاصرون ويُجوَّعون ويموتون جوعاً، وحين يكون ذلك سياسة عامة شعارها هو «الجوع أو الركوع»، حين تُغتَصب النساء والأطفال في مقرات أجهزة الأمن، حين يُقتل المئات منهم بالغازات السامة خلال ساعة، حين يدفنون تحت أنقاض بيوتهم المقصوفة بالبراميل المتفجرة؛ فإن من يتعالى حينها على السياسة فاقد للإحساس وللإنسانية ذاتها، ويغلب أن يكون هذا التعالي قناعاً للانحياز إلى الأوضاع القائمة، وهو يجرد نفسه من القدرة على إدانة قتلة آخرين إدانتهم واجبة: «داعش» وأخواته. 
هذا أصل بعض صمت الصامتين؛ تصمت ُلزمن طويل على قاتل تواليه، فلا يبقى لك وجه للكلام على قاتل صاعد تعاديه. ويضيف الحاج صالح: لا يمكن للخوف أو لعواقب قول الحقيقة أن يكون مسوّغاً كافياً للالتزام بمحرّمات يُفترض أن تحدّيها وانتهاكها هو تعريف المثقف بالذات حتى قبل أن يكون واجبه. الموضوع أهم من أن يُسكت عنه من جهة، والمعنيون فئة يتمتع أفرادها بحصانة نسبية أكبر من غيرها من جهة ثانية. يقع الكتاب في 288 صفحة من القطع الكبير