السعودية في عين العاصفة...أية رسالة وراء موجة الإعدامات؟

فيما أعلن وزير الخارجية السعودي الاحد ان بلاده قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع ايران إثر حرق السفارة السعودية، نفت طهران إلحاق الأذى بأي ديبلوماسي سعودي.
فيما أعلن وزير الخارجية السعودي الاحد ان بلاده قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع ايران إثر حرق السفارة السعودية، نفت طهران إلحاق الأذى بأي ديبلوماسي سعودي.

يعتقد المراقبون أن موجة الإعدامات في السعودية توجه رسالة واضحة للجهاديين والمعارضة الشيعية على حد سواء بأن النظام السعودي لن "يتهاون" مع أي معارضة تعتمد على نهج العنف.

موجة الإعدامات هذه تحمل بين طياتها رسالة موجهة فيما يبدو للجهاديين والمحتجين الشيعة مفادها أن المملكة لن "تتهاون" مع أي معارضة عنيفة. فمعظم من أعدموا ومجموعهم 47 شخصا أدينوا في هجمات لتنظيم القاعدة في السعودية منذ عقد مضى ولكن هناك أيضا أربعة شيعة بينهم النمر اتهموا بإطلاق الرصاص على رجال شرطة خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في السنوات الأخيرة.

ونفذت الإعدامات في 12 مدينة سعودية وأربعة سجون. وأعدم البعض رميا بالرصاص والبعض بحد السيف. وعلقت الجثث بعد ذلك على مشانق في أقصى عقوبة بالمملكة. وسرعان ما أدانت إيران إعدام النمر وقال سكان إن الشرطة السعودية شددت الإجراءات الأمنية في منطقة تقطنها أغلبية شيعية خشية اندلاع احتجاجات.

ويبدو أن الإعدامات تهدف أساسا إلى إثناء السعوديين عن الدخول في تيار التطرف بعد هجمات بالقنابل والرصاص نفذها متشددون سنة في السعودية خلال العام الماضي وأسفرت عن مقتل العشرات وبعد دعوة تنظيم "الدولة الإسلامية" أنصاره في المملكة إلى شن هجمات.

إعدام النمر صب للزيت على نار الطائفية
صحيفة " دي فيلت" الألمانية تساءلت في تعليقها على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر فكتبت تقول: "هل كان من الحكمة أن تقوم المملكة العربية السعودية بإعدام أهم القادة الشيعة في البلاد، في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة بين الساسة في بلد العدو اللدود، إيران، لاختيار مرشد أعلى جديد في البلاد؟"

أكبر موجة إعدامات منذ عقود

وهذا أكبر عدد ينفذ فيه حكم الإعدام لمثل هذه الجرائم في السعودية منذ عام 1980 حين أعدمت المملكة 63 متشددا اقتحموا الحرم المكي في العام السابق. ومن بين المتشددين السنة الذين أعدموا ومجموعهم 43 شخصا عدد من الشخصيات البارزة في تنظيم القاعدة ومنهم مدانون بالمسؤولية عن هجمات على مجمعات غربية ومبان حكومية وبعثات دبلوماسية أسفرت عن مقتل المئات في الفترة بين عامي 2003 و2006.

ولكن إعدام أربعة من الشيعة، بينهم النمر المدان بشن هجمات بالرصاص وبقنابل حارقة قتلت عددا من رجال الشرطة خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في منطقة القطيف بين عامي 2011 و2013- أثار على الفور رد فعل بالخارج. فقد شجب آية الله أحمد خاتمي عضو مجلس خبراء القيادة في إيران إعدام النمر وتكهن بأن تكون هناك تداعيات من شأنها إسقاط أسرة آل سعود الحاكمة.

أما جماعة الحوثي اليمنية فقد وصفت النمر "بالعلامة المجاهد" كما استنكر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان تنفيذ حكم الإعدام في النمر ووصفه بأنه "خطأ فادح".

احتجاجات في شرق السعودية

وقال سكان إن الشرطة السعودية عززت الإجراءات الأمنية في القطيف بالمنطقة الشرقية التي تقطنها أغلبية شيعية والتي شهدت احتجاجات للشيعة بين عامي 2011 و2013 أسفرت عن مقتل عدد من رجال الشرطة بالرصاص إضافة إلى أكثر من 20 محتجا. وخرج العشرات من سكان مدينة القطيف ذات الغالبية الشيعية إلى الشوارع للاحتجاج على إعدام النمر، فيما يتوقع المراقبون حدوث أعمال شغب في المناطق الشيعية التي تعاني أساسا من اختناق طائفي. لكن شقيق النمر دعا أتباع الشيخ نمر باقر النمر إلى التزام الهدوء والاحتجاج بشكل سلمي.

أية رسالة وراء موجة الإعدامات؟

أورد بيان وزارة الداخلية الجرائم التي أدين بها المتهمون ومنها "اعتناق المنهج التكفيري" و"الانتماء لتنظيمات إرهابية وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية". بيد أن الرسالة الأقوى تتمثل في إقناع السعوديين بعدم جدوى الاحتجاجات ضد النظام السعودي وزرع اليأس في نفوس المواطنين.

وقال مصطفى العاني المحلل الأمني القريب من وزارة الداخلية "هناك ضغط شعبي هائل على الحكومة لمعاقبة هؤلاء الناس. هي جمعت كل زعماء القاعدة وكل المسؤولين عن إراقة دماء. هي تبعث برسالة".

وتكهن محللون بأن إعدام الشيعة الأربعة كان يهدف في جانب منه لأن يوضح للأغلبية السنية في السعودية أن الحكومة لا تفرق بين العنف السياسي الذي يرتكبه أبناء الطائفتين.

"قضاء غير مستقل"

لكن جماعات حقوقية تهاجم العملية القضائية في المملكة باستمرار وتصفها بأنها غير عادلة مشيرة إلى اتهامات بأن الاعترافات انتزعت تحت التعذيب وإلى حرمان المتهمين من الاتصال بمحامين. لكن الرياض تنفي بشدة ممارسة التعذيب وترفض الانتقادات لنظامها القضائي وتقول إن قضاءها مستقل. (رويترز)

 

الغرب والعالم الإسلامي - إغواء الاستبداد

مفتاح الاستقرار...النموذج التونسي وليس نموذج الأسد أو السيسي

ترى آنا بالاسيو وزيرة الخارجية الإسبانية سابقاً والمحاضرة في جامعة جورج تاون أن الحكم الرشيد وليس الاستبداد هو المفتاح إلى الاستقرار على الأمد البعيد. وتحذر زعماء الغرب من تكرار السقوط في فخ الحرب الباردة حين كانوا يرضون بالطغاة مقابل تأمين الاستقرار بأي ثمن، وتصف هذه العقلية بأنها مغرية لكنها خطيرة. وتؤكد على أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يعتبر تونس نموذجاً وأن يظل ملتزماً بضمان استمرارها على المسار نحو الديمقراطية المستقرة، بدلاً من الوقوع فريسة لخرافات بوتين التحذيرية حول سوريا وليبيا.المزيد...

لؤي صافي: الأنظمة العربية.... من مشاريع قومية الى مزارع عائلية

رامي جورج خوري: تشرذم العالم العربي

 برنارد  هنري ليفي: ما هى أهداف الإمبريالية الروسية في سوريا؟

 

حوار خاص: دولة ولاية الفقيه في المفهوم الشيعي