فنانون فلسطينيون وسوريون وليبيون يحوّلون مخلفات الحروب "قطعاً فنية"

استخدم فنانون فلسطينيون مخلفات القنابل الإسرائيلية لابتكار وسائل جديدة للتعبير عن أنفسهم، مستخدمين القطع نفسها التي كانت توحي بالموت.

وبالإضافة إلى استخدام الشظايا «مزهريات» للأزهار أو للزينة، انتشرت أخيراً صور على شبكات التواصل الاجتماعي تُظهر استخدامات مبتكرة للعبوات القاتلة التي صارت ترمز إلى الحياة، على حد تعبير عدد من الناشطين الفلسطينيين. وقال ناشط: «من آلة الموت، تستخرج مقومات الحياة من جديد».

ويلقى استخدام عبوات القنابل أوعية للأزهار رواجاً كبيراً لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وجمع الفنان التشكيلي محمد الزمار (30 عاماً) بقايا صواريخ وشظايا قنابل وعبوات غاز فارعة وطلقات استخدمها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وحوّلها أعمالاً فنية، وذكر أن «أعماله الفنية تعكس طبيعية الحياة في قطاع غزة في ظلّ الحصار».

وقال الزمار الذي يقيم في مخيم البريج للاجئين: «الفن مرآة الفنان ومرآة الشعب الفلسطيني، والفنان يعكس معاناة شعبه في الحرب والقصف والتهجير، فكان لا بد من الخروج بفكرة تعكس واقعنا».

وأضاف أنه يسعى إلى توجيه رسالة من خلال استخدام أدوات الحرب في إنتاج العمل الفني. وتابع: «كانت الفكرة في تحويل الشظية من موت ودمار إلى حياة».

وكان ناشطون فلسطينيون جمعوا عبوات الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت، وذخائر أخرى استخدمتها القوات الإسرائيلية لمواجهة المحتجين الفلسطينيين، وصنعوا منها «قطعاً فنية»، ضمتها المعارض في رام الله وبيت لحم، في الضفة الغربية، إضافة لقطاع غزة.

وفي سورية، اختار الفنان الشاب محمد دوما، من القنابل والصواريخ والرصاص، الكتل التي يُمكن تحويلها إلى منحوتات مزخرفة بالألوان، تلفت الانتباه، بما يشبه فن النقش على المعادن، وأطلق عليها اسم «الرسم على الموت».

أما في ليبيا، فعمل الفنان علي الوكواك على تنفيذ أعمال ضخمة، محوّلاً مخلفات الحرب إلى منحوتات يفوق طول بعضها 18 متراً.

ويشبّه البعض تجارب الفنانين الفلسطينيين والسوريين والليبيين مع مخلفات الحرب، بالتجارب التي طوّرت فن النحت بعد الحرب العالمية الثانية والتي عُرفت بفنون «ما بعد الحداثة». المصدر (الحياة)