تجربة رائدة لتعزيز حوار الأديان

تسعى أسقفية مدينة أوسنابروك الألمانية لتأسيس مدرسة ابتدائية متعددة الأديان في المدينة بالتعاون مع ممثلي الجالية اليهودية واتحاد المساجد هناك، حيث يتلقى الأطفال من أتباع الديانات السماوية الثلاث دروس الدين بشكل مشترك. غوفرتشين إيرين يعرفنا بهذه المدرسة.

صورة: د.ب.أ
"هناك قاسم مشترك يجمع الأديان المختلفة والحوار لا يعني طمس الفوارق أو تجاهلها"

​​ تخطِّط أسقفية مدينة أوسنابروك الألمانية لإقامة مشروع مدرسة ابتدائية متعدِّدة الأديان في سابقة أولى من نوعها في ألمانيا. وسيتلقى التلاميذ من أتباع الديانات السماوية الثلاث المسيحية والإسلام واليهودية دروس الديانة بشكل مشترك في إطار هذا المشروع الذي من المتوقع أن يكتمل خلال العام القادم 2011.

وفي الوقت الراهن لا تزال مدرسة يوهانس الابتدائية في أوسنابروك مدرسة للتلاميذ من أتباع المذهب الكاثوليكي، لكن نسبة لصعوبة الوفاء بشرط أن يمثل التلاميذ الكاثوليك 80 في المائة من مجموع التلاميذ الساري في المدارس الدينية، دفع لتطوير فكرة تأسيس مدرسة الديانات الإبراهيمية بالتعاون مع ممثلي الجالية اليهودية واتحاد المساجد في المدينة.

تجاوب مع تطور المجتمع متعدد الأديان

غلاف الكتاب
غلاف كتاب تعليم الديانة الإسلامية للمرحلة الابتدائية الذي شارك في تأليفه مجموعة من الكتاب بينهم الأستاذ أوتشار

​​ ويوضح فينفريد فيربورغ المسؤول عن شؤون المدارس والجامعات في أسقفية أوسنابروك أن مشروع مدرسة الديانات الإبراهيمية أمر منطقي ويدعم وجهة نظره بقوله: "نحن في أسقفيتنا التي تضم ثلاث مدن وهي بريمن وايمدن وأوسنابروك، نعي بأن المنطقة لا يعيش فيها المسيحيون فقط سواء كانوا من أتباع المذهب الكاثوليكي أم البروتستانتي، وإنما نحن نعيش في مجتمع متعدد الأديان".

وتجاوبا مع تطور المجتمع اليوم بادرت المدرسة إلى تنفيذ المشروع الذي يتلقى في إطاره التلاميذ من أتباع الديانات تعليمهم الديني بشكل مشترك، وكانت الأسقفية قد أوضحت بجلاء منذ البدء بأن ممثلي الديانات الثلاث ستكون ممثلة أيضا في إدارة المدرسة. ويرى فيربورغ أن ذلك يمثل أمرا مميزا لعدم وجود نموذج مماثل في ولاية شمال الراين وستفاليا. ويضيف بأن الفكرة تفتح الباب أمام انضمام المزيد من التلاميذ المسلمين واليهود إلى المدارس الكاثوليكية التي تقوم أساسا على مبدأ قبول الغالبية من تلاميذها من أتباع هذا المذهب بالتحديد.

وضع منهج للتعليم الديني الإسلامي

أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة أوسنابروك بولاند أوتشار، الصورة: شيلتز
يعمل اوتشار على وضع منهج للتعليم الديني الإسلامي من خلال عمله في جامعة أوسنابروك

​​ وتماشيا مع الوضع الذي سيتغير في المستقبل القريب، تقرر دعم التعاون مع ممثلي الطوائف الأخرى، ويأتي في هذا السياق التعاون مع قسم تدريس التربية الدينية في جامعة أوسنابروك. وبحسب فينفريد فإن النقاش جار حول المقرر المشترك الذي سيتم تدريسه مع الأستاذ المتخصص في التربية الإسلامية بالجامعة بولاند اوتشار. وهذا الأستاذ الألماني من أصل تركي والذي يعد في الوقت الراهن أول دفعة من الطلاب الجامعيين المتخصصين في هذا المجال، لعب دورا مهما في تسهيل الاتصال بين الجالية المسلمة في المدينة والأسقفية. وتتمثل المهمة الرئيسية الملقاة الآن على عاتقه المساعدة في وضع منهج للتعليم الديني الإسلامي، وكما يصف الأستاذ اوتشار مهمته فهي تتمثل في لعب دور داعم للتعاون بين الأديان المختلفة في هذه المدرسة.

دعم التعايش المشترك بين الأديان

وينطلق أستاذ التربية الإسلامية بجامعة أوسنابروك اوتشار من قناعة ثابتة بأن مثل هذه المشاريع المدرسية من شأنها دعم التعايش السلمي بين الأديان، لكنه يشدد في الوقت ذاته على أنه ليس من المفيد هنا، إنكار وجود اختلافات تتعلق بالهوية الدينية أو السعي إلى المساواة بين الأديان بشكل قسري وطمس الفروقات التي تميز كل دين عن الآخر. ويضيف: "هناك قواسم مشتركة بين الأديان، بالرغم من كل الاختلافات الموجودة بينها. وهناك من جانب آخر أشياء مشتركة هي جزء من الهوية الدينية لكل أتباع الديانات المختلفة، وهذا بالذات ما سيتم وضعه في الاعتبار في المدرسة متعدد الديانات التي يخطط لها في أوسنابروك."

غوفرتشين إيرين
ترجمة: نهلة طاهر
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010

قنطرة

حوار مع مسؤول المدارس في أسقفية أوسنابروك:
"المدرسة مكان لتعليم الدين"
تخطِّط أسقفية مدينة أوسنابروك الألمانية لإقامة مشروع مدرسة متعدِّدة الأديان وفريدة من نوعها في ألمانيا. وبالتعاون مع ممثِّلي الديانة اليهودية والاتِّحادات والجمعيات الإسلامية تسعى هذه الأسقفية إلى إقامة مدرسة ابتدائية لجميع الأديان. وحول ذلك تحدَّثت إرين كوفرجين إلى فينفريد فيربورغ، مسؤول المدارس في أسقفية أوسنابروك.

حوار مع أستاذ التربية الإسلامية بولنت أوجار:
"تخوف مسلمي ألمانيا من فرض إسلام رسمي"
يرى بولنت أوجار، أستاذ التربية الإسلامية في جامعة أوسنابروك، أنه ينبغي لدولة القانون الألمانية تجنب التدخل في عملية تطور "إسلام ألماني" وفرض رؤيتها عليه، بيد أنه يطالب في الوقت نفسه الجمعيات والمنظمات الإسلامية بأن تعيد النظر في بنيتها وهيكلتها الأساسية. إلباي جوفرجن حاور البروفيسور أوجار.

صورة الإسلام في ألمانيا:
"تطبيع التغطية الإعلامية ضرورة ملحة"
تثبت الكثير من الدراسات وعلى الرغم من تحقيق بعض التقدّم أنَّ صورة الإسلام التي تنقلها وسائل الإعلام الواسعة الانتشار مازالت تركز على الجوانب والمدلولات السلبية. الخلاف والاختلاف حول هذه الجوانب كان محور مؤتمر خاص عقد في برلين. لؤي المدهون يعرض أهم مجريات هذه النقاشات ومحاور هذا المؤتمر.