ميثاق إسلامي لألمانيا

بعد الهجوم الإرهابي في 11 سبتمبر/أيلول 2001 ازداد الضغط على المسلمين في العالم أجمع ليبرهنوا على استعدادهم للتعايش السلمي والاندماج في المجتمعات الغربية. وهذا ما حصل في ألمانيا أيضا، حيث قامت إحدى أكبر المنظمات الإسلامية بنشر ميثاق إسلامي في فبراير/شباط 2002 ، كمبادرة حسن نية.

اعترف الإعلان الأساسي بالدستور من جهة، ومن جهة أخرى قام بتوضيح علاقة المسلمين المقيمين في ألمانيا بالديموقراطية والتعددية وحرية الإعتقاد. وأعلن "المجلس الإسلامي" عن تأييده للمبادرة.
ووصف مؤيدو الميثاق هذا الإعلان على أنه خطوة تاريخية في طريق الإندماج. ويُعتبرالميثاق الإسلامي أول وثيقة في أوروبا تنوي فتح حوار مع المجتمع ومع الأديان الأخرى، حسب قول نديم إلياس رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في المانيا.

جاءت ردود فعل إيجابية من طرف ممثلي الأحزاب السياسية والكنيسة بشكل خاص. أما المواقف الأكثر تحفظا فجاءت على لسان بعض المستشرقين الذين قالوا إن الميثاق يعبرعن إرادة المسلمين احترام القانون الألماني ولكن العديد من بنوده بقيت غير واضحة. هذا هو رأي أُرزولا شبولر- شتيغيمان المتخصصة في العلوم الإسلامية في جامعة ماربورغ التي تقول أيضا إن مواضيع أساسية
وحساسة كالتعامل مع الشريعة مثلا لم يتطرق إليها الميثاق عن قصد.

ووُصف الميثاق في مقالات نقدية بأنه "ميثاق الغموض والأبواب الخلفية". وكثرت الشكوك بمدى جدّية الحوار الذي عرضه المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا. والمتحفظون يخشون أيضا من أن تبقى هذه الوثيقة "نمراً من ورق " وأن لا تعكس الواقع الاجتماعي لأغلبية المسلمين في ألمانيا. ودفع هذا النقد المجلس الأعلى للمسلمين إلى القيام بتعديلات وإضافة بعض التوضيحات إلى الميثاق في بداية هذه السنة.

آريان فريبرز، ترجمة مصطفى حدوتي

© 2003 Qantara.de