هدفي مساعدة الأطفال في بلادي!

صبي مكبل بالسلاسل في مدرسة لتعليم القرآن. حازت هذه الصورة للمصور البنغالي أكاش على جائزة عالمية ولكنها أجبرته أيضا على الهروب من بنغلادش. يقيم أكاش حاليا مع زوجته في هامبورغ حيث حصل على منحة مؤسسة الملاحقين سياسيا. تقرير بقلم فيرنر نوردينغ

أكاش
المصور البنغالي أكاش

​​

"ليس لدي مشاكل مع الحكومة ولكن البعض في بنغلادش لا يحب عملي ولا أريد التحدث عن ذلك، فأهلي لا زالوا يعيشون هناك. التقطت صورة ذلك الصبي ذي السبع سنوات الذي كان مكبلاً بالسلاسل. أريد العودة إلى وطني، لذا أفضل عدم الحديث عن تلك الصورة"، يقول غ م ب أكاش.

الذين لا يحبون عمله هم الأصوليون الإسلاميون الذين أطلقوا تهديدات ضده، إذ شعر هؤلاء من خلال تلك الصورة بإهانة لمدارس القرآن حيث تم التقاطها. وجدير بالذكر أن أكاش كان قد كشف عن تكرار اتباع أسلوب تكبيل الأطفال بالسلاسل في تلك المدارس.

حصلت الصورة على المركز الثالث في جائزة الصور الصحافية العالمية لعام 2006 "World Press Photo Award" ونشرتها المجلات الإخبارية في أنحاء العالم. يُظهر أكاش بصوره الجانب المظلم من وطنه بنغلادش، صعوبة حياة الشاذين جنسياً وبنات الليل والمدمنين على المخدرات والأطفال المضطرين للعمل في الكثير من المصانع كالعبيد مقابل أجور بسيطة.

يقول أكاش: "تُسلط صوري الضوء على المهمشين في المجتمع. هذا جزء بسيط فقط من الحياة الحقيقية في بنغلادش. لدينا أيضاً أغنياء في بلادنا ولكن اهتمامي ينصب على الأمور التي يمكن تحسينها. أنا لا أعطي صورة عن كامل المجتمع البنغلاديشي، إنما عن القسم الذي أراه أنا شخصياً."

هدفي مساعدة الأطفال

تأثر أكاش بالدرجة الأولى بعمالة الأطفال. ثمة صورة لفتت الأنظار في مجموعته لصبي يعمل في معمل للخياطة. على الأرض أعداد كبيرة من الفانيلات الملونة ذات الطبعات المضحكة تحمل عبارة "صنع في بنغلادش". يجلس الطفل خلف ماكينة خياطة ورئيسه بجانبه وبيده عصا يهم بضرب الولد بها لأنه بطئ وغير راغب في العمل. كان مرور أكاش في تلك اللحظة وليد الصدفة فقط. وكان الباب مفتوحاً، فالتقط الصورة قبل ثانية من سقوط العصا على جسد الصغير.

يضيف أكاش: "ومن ثم سألت الرئيس عن سبب ضربه للصبي. أجاب إنه شديد البطء. أريته الصورة بعد فترة وقلت له إنه سيذهب إلى السجن إن عاود ضرب الصبي مرة أخرى. خاف وارتعب ووعد ألا يضرب أبداً عماله من الأطفال. من الأفضل منع عمالة الأطفال كلياً في بنغلادش ولكن المجتمع البنغالي للأسف ليس جاهزاً بعد لمثل تلك الخطوة" يقول أكاش مشفقا.

ويضيف: "أريد فعلاً مساعدة الأطفال في المصانع. أريد عرض تلك الصور في كل مدينة في بنغلادش، أريد التحدث مع أولياء الأمور وأصحاب المصانع حول ظروف العمل. أريد أيضاً عرض صوري في المدارس. هذا يحتاج إلى مال كثير وجهد كبير، ولكني أعتقد أنه بإمكاننا أن نغير الكثير من خلالها."

حنين إلى الوطن

يتعلم أكاش وزوجته اللغة الألمانية في أحد معاهد هامبورغ اللغوية. ويجول المصور يومياً بصحبة كاميرته. يريد أن يُعطي لشعبه فكرة عن طريقة الحياة في ألمانيا. تمكن من جمع الكثير من الإنطباعات: "يتمتع الناس هنا بحرية كبيرة، يمكنهم قول ونشر ما يفكرون به. لكني كثيرا ما أرى اناسا يعانون من العزلة، خاصة الشيوخ الذين يمضون في الشارع وحيدين، الأمر مختلف عندنا، حين يتقدم السن بذوينا فإننا نقوم برعايتهم."

يُسمح لأكاش وزوجته البقاء في هامبورغ كضيف على مؤسسة رعاية الملاحقين سياسياً لغاية ديسمبر/كانون الثاني، ولكنه يشعر منذ الآن بالحنين إلى الوطن ويتطلع بشغف للعودة إلى دياره: "أحب وطني جداً وأريد البقاء هناك في كل الأحوال وتصوير حياة الناس هناك. لا أعلم ما الذي سيحدث، لكني أريد العودة مهما كان."

بقلم فيرنر نوردينغ
ترجمة منال عبد الحفيظ شريده
حقوق طبع النسخة العربية قنطرة 2007

قنطرة

هل سيقود العسكر بنغلادش إلى الديموقراطية؟
قامت الحكومة الانتقالية التي تسيطر على بنغلادش منذ شهر كانون الثاني/يناير 2007 بإرجاء الانتخابات البرلمانية إلى العام القادم. حتَّى موعد إجراء الانتخابات سوف تسعى الحكومة إلى القضاء على الفساد المتفشِّي في البلاد. تقرير بقلم سونيا إرنست

الفن المعاصر في بنغلادش
داكا، عاصمة بنغلادش، التي يقدر عدد سكانها بستة عشر مليون نسمة، منهكة من جراء الفقر وفوضى السير والفيضانات والفساد والنزاعات الاجتماعية والسياسية. كيف للفن المعاصر أن يتطور في ظل وضع تطغي عليه الجريمة والوحشية والفوضى؟ تقرير سيمونة فيللة

www

مؤسسة هامبورغ للملاحقين سياسيا

نبذة عن صور أكاش