"الحرب والإرهاب، وغيرها من الطرائف"

الفنان الساخر مرزوق يقدم عروضا تنتقد التطرف وتعمل على تجسير الهوة بين الشرق والغرب. إيغال أفيدان يعرفنا على هذا الفنان الدانمركي من أصل مصري

عمر مرزوق، الصورة: danksmusic
عمر مرزوق

​​.

متسلحا بروح الفكاهة يهدف عمر مرزوق الذي يبلغ من العمر 33 عاما وينتمي إلى أسرة مصرية هاجرت إلى الدانمارك إلى تصغير الهوة التي اتسعت بين المسلمين والغرب بعد هجمات 11 سبتمبر/ايلول والحروب التي في أفغانستان والعراق. تخرج عمر مرزوق الذي يقوم حاليا بجولة فنية في ألمانيا من كلية الهندسة في الدانمارك وساعد بعدها والده في إدارة محل لمستلزمات الحاسب الآلي.

وذات يوم أتيحت له الفرصة لتقديم عرض ساخر في إطار مهرجان يهدف إلى مكافحة العنصرية، فقام بتحضير النصوص لأصدقائه الذين تخلوا عنه في آخر لحظة ليجد نفسه وحده أمام حشد هائل من المتفرجين.

وانتهت هذه التجربة بنجاح كبير وكانت هي نقطة الانطلاق التي جعلته يسلك طريق الفن المسرحي الساخر شيئا فشيئا. يشكل موضوع تصادم الحضارات الذي ازداد تفاقما بعد هجمات 11/أيلول سبتمبر محور عروضه، وهو يتناوله بسخرية حادة أصبحت هي سر شعبيته الكبيرة وشهرته على مستوى العالم. ويبدأ عمر مرزوق الآن في تقديم عروضه الجديدة في ألمانيا تحت عنوان "الحرب والإرهاب، وغيرها من الطرائف".

بين العالم الإسلامي والعالم الغربي

يقول مرزوق في أحد استعراضاته: "إنني أعجب لماذا لا تستطيع السلطات الإسرائيلية وقف الهجمات الانتحارية في وسائل النقل العامة حتى الآن، فالحل بسيط للغاية: ما عليهم إلا تعيين بعض المسلمين وإمدادهم بما يشبه القنابل ليقفوا في أتوبيسات النقل العام، هكذا إذا دخل واحد من الإرهابيين لتفجير الأتوبيس قيل له ’كل شيء تحت السيطرة يا أخي، سأتولى أمر هذا الأتوبيس‘". وتتعالى أصوات الضحكات وسط الجمهور عندما يتطرق عمر مرزوق إلى مواضيع شائكة ويضيف إليها طابع الفكاهة والسخرية بهذا الشكل.

وتعكس العروض التي يقدمها مواقفه الشخصية من التطورات التي يشهدها العالم وآراءه المعتدلة فيما يخص الأحداث السياسية والاجتماعية. لقد ولد عمر مرزوق وتربى في الدانمارك ولكنه ينتمي إلى أسرة مصرية مسلمة ومن ثم ترعرع في بيئة تجمع بين هذين القطبين.

فهو يدين على سبيل المثال بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد ويعتبرها إهانة للمسلمين ولكنه في الوقت نفسه يرفض كل ما يحد من حرية التعبير عن الرأي. ويقول عمر مرزوق أن العام الماضي كان عاما عصيبا، إذ أنه قد تعود على أن يكون مكروها بسبب كونه مسلما ولكن في الآونة الأخيرة أصبح كذلك مكروها لكونه دانماركيا.

الفن ضد التطرف

إن الرسالة التي يريد أن يعبر عنها عمر مرزوق من خلال فنه الساخر هي أن الأمور لا يجب أن تؤخذ بهذا القدر من التطرف الذي نلحظه الآن لدى الطرفين المسلم والغربي. فيقول في حوار له مع صحيفة لوس أنجلوس تايمز:

"إن المجتمع أصبح يميل إلى التعصب. فمن ناحية يرى تنظيم القاعدة أن المسلمين لا يستطيعون الحياة في المجتمعات الغربية، وترفض الأحزاب اليمينية من ناحية أخرى تقبل المسلمين في المجتمع ويزعمون أنهم مختلفون كل الاختلاف عن الدانماركيين. هذان الصوتان يتجهان إلى اتجاه واحد، ألا وهو اتجاه التطرف والراديكالية".

ولكن في الفترة الأخيرة وخصوصا بعد زيادة شعبية حزب الشعب الدنماركي (يمين متطرف) لم تعد الدنمارك توفر المناخ المناسب لروح الفكاهة في هذه الأمور مما دفع عمر مرزوق إلى التفكير في الهجرة إلى لندن.

بقلم إيغال أفيدان
ترجمة مروة شامي
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2006