نمساوي يساعد في بناء مستقبل الكرة الفلسطينية

بواسطة إعلانات في مجلات رياضية بدأ اتحاد كرة القدم الفلسطيني بالتعاون مع ألفريد ريدل بعملية بحث واسعة عن لاعبين فلسطينيين ليمثلوا بلدهم في تصفيات التأهل لبطولة العالم لكرة القدم التي تستضيفها ألمانيا عام 2006. تقرير سمير عواد

الصورة: أ ب

​​

شغل ألفريد ريدل منصب مدرب الفريق القومي النمساوي لكرة القدم في الفترة من عام 1990 حتى عام وهو يراقب الآن بعض لاعبي الكرة من الشبان الفلسطينيين الذين استجابوا لدعوته وأتوا إليه في مدرسة للرياضة بمدينة فيهل القريبة من كولونيا:

"هؤلاء اللاعبون ليس لديهم أدنى خبرة في لعبة كرة القدم. ينبغي علينا أن نطور أنفسنا لأننا نرغب في أن يتحمس الناس في فلسطين للعبة كرة القدم وأن يجري نشر هذه الرياضة في المناطق الفلسطينية."

أوضح ريدل أنه إذا اكتشف لاعبين أو ثلاثة يستحق ضمهم لتشكيلته فإن كل هذه المساعي تكون قد استحقت العمل الإعلامي والدعم المادي الذي تم توفيرها لها.

لكن الهدف الحقيقي لريدل والهواة الذين اجتمعوا حوله أكبر من ذلك بكثير. إذ أن هدف اتحاد كرة القدم الفلسطيني هو التأهل للتصفيات النهائية لبطولة العالم بكرة القدم عام 2006 التي سوف تستضيفها ألمانيا للمرة الثانية بعد عام 1974.

منذ مطلع العام يشغل ريدل منصب مدرب منتخب فلسطين لكرة القدم. ولأن النزاع المستمر بين الفلسطينيين وإسرائيل لم يساعد في توفر الإمكانيات لإجراء بطولات لأندية محلية، تعين على اتحاد كرة القدم الفلسطيني والمدرب ريدل أن يسعيان بطريقة فريدة من نوعها للبحث عن لاعبين فلسطينيين لتمثيل بلادهم في تصفيات التأهل.

البحث عن منتخب عبر الإعلانات

مثلما راحت ألمانيا والدول العربية تبحث عن نجوم الطرب والغناء عبر مسابقات (السوبر ستار) راح اتحاد كرة القدم الفلسطيني يبحث عن لاعبي كرة فلسطينيين وبطريقة فريدة من نوعها.

فقد صدرت في عدد من الصحف الألمانية وفي مجلة(كيكرز) الرياضية وفي مجلة(فرانس فوتبول) إعلانات تعرض على لاعبي كرة القدم في أوروبا الذين هم من اصل فلسطيني أن يرسلوا طلبات الترشح للعب للمنتخب الفلسطيني لكرة القدم.

وسرعان ما وردت الاتحاد الفلسطيني طلبات من لاعبين فلسطينيين يقيمون في ألمانيا وعدد من الدول الاسكندنافية. مول رجال أعمال فلسطينيون وعرب يقيمون في أبو ظبي والدوحة والكويت قيمة الإعلانات التي أوحت لكثير من الشباب الفلسطيني في المهجر أن أمامهم فرصة نادرة لتحقيق أهدافهم في مجال الرياضة.

وقال ريدل في تصريحات نشرتها صحيفة(زود دويتشه) الصادرة بمدينة ميونيخ: هناك نقطة هامة وهي أن الكثير من اللاعبين لا يعرفون أنه طبقا للقوانين الجديدة التي تبناها الاتحاد الدولي لكرة القدم(فيفا) يحق لهم تمثيل فلسطين.

وكان اتحاد كرة القدم الدولي(فيفا) قد أعلن انضمام اتحاد الكرة الفلسطيني بين أعضائه، هذا الاتحاد الذي تأسس في عام 1998 وبدأ بداية موفقة بفوز المنتخب الفلسطيني على تايوان بنتيجة 8/صفر في إطار تصفيات قارة آسيا استعدادا لبطولة العالم.

لكن هناك عقبة كبيرة تواجه ريدل الذي شكا من أن نشر الإعلان طلبا لتطعيم فريقه بلاعبين جيدين جاء متأخرا بالنظر إلى الخطة الزمنية لمواعيد مباريات تصفيات المجموعة التي تضم منتخب العراق الذي ساعده مدربه السابق الألماني بيرند شتانغه كي يستعيد أمجاده على الصعيدين العربي والآسيوي.

وسوف يحصل على بطاقات السفر لألمانيا فقط المنتخب الذي يتصدر القائمة حين تنتهي مباريات المجموعة. ولا يخف ريدل الاعتراف برأيه صراحة حين قال أنه يرى منتخب العراق الأوفر حظا للتأهل لنهائيات بطولة العالم في ألمانيا عام 2006. لكن هذا ليس دعوة للشعور بالإحباط.

ويعتقد ريدل جازما أن عملية نشر الحماس في صفوف الفلسطينيين في الداخل والخارج لتمثيل بلدهم سوف يسفر عنها نتائج رياضية واجتماعية وسياسية أيضا. فالرياضة لغة عالمية ويمكن استخدامها في خفض التوتر القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

لهذا هناك خطط في المستقبل ليلعب المنتخب الفلسطيني مباراة مع المنتخب الإسرائيلي إذا ساعدت الظروف السياسية والأمنية بذلك وسط احتمال أن تجري هذه المباراة في بلد محايد، لكن ريدل كشف النقاب عن نيته في أن يقيم معسكرا كرويا لاكتشاف المواهب في قطاع غزة حيث هذه المنطقة من أبرز الساحات التي تجري فيها صدامات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي.

يريد رجال الأعمال الفلسطينيون الذين يمولون نشاطات اتحاد كرة القدم الفلسطيني أن يسهم المنتخب بصنع أخبار إيجابية عن فلسطين وهذه الأخبار الإيجابية نادرة مثل الثلج وسط الصحراء على حد قول تيسير بركات صاحب مكتب سفريات بمدينة الكويت. وقال هذا أن نبأ فوز منتخب فلسطين بثمانية أهداف نظيفة على تايوان من الأخبار المفرحة النادرة لأن محطات التلفزة العالمية تبث باستمرار أنباء عاجلة تتحدث عن العنف والعنف المضاد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ولأن الاحتلال لا يسمح بتنظيم مباريات وبطولات محلية وبعيدا عن رقابته، سوف يدرب ريدل لاعبيه في مصر وسوف يطير في القريب إلى تشيلي فقد ورده أن في هذا البلد الأمريكي الجنوبي نادي يحمل اسم أف سي فلسطين استطاع أربعة من لاعبيه القفز إلى منتخب تشيلي.

سمير عواد، قنطرة 2004