برنامج حافل ومتنوع، فكيف سيكون التنفيذ؟

ترجمات وقراءات وعروض سينمائية ومعارض فنية، سمير جريس يعرض علينا برنامج الجامعة العربية أثناء معرض فرانكفورت

الصورة من صفحة معرض فرانكفورت
المؤتمر الصحفي الأخير في فرانكفورت

​​

كثيرون متخوفون من استضافة الثقافة العربية في معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام. وقد أعرب الكثير من المثقفين عن شكوكهم تجاه جدية الاستعداد لهذا الحدث الكبير الذي يمنح العرب فرصة ذهبية لعرض كافة أوجه الثقافة العربية المتنوعة.
ونتذكر مثلا أن جمال الغيطاني قال في إحدى حلقات هذا البرنامج إنه ينصح بتأجيل المشاركة العربية "تجنبا للفضيحة". أما الناشر رياض الريس فقال في معرض أبو ظبي للكتاب إنه يتخوف "من الكارثة" لأن العرب غير جاهزين للمشاركة في فرانكفورت، "لا على مستوى الناشرين، ولا على المستوى الرسمي"، وذلك بسبب التأخر في الإعداد، وضعف الميزانية المرصودة.

مخاوف أخرى عبر عنها عدد من الكتاب "المعارضين" الذين يعيشون في الخارج. من سيوجه إليهم الدعوة؟ هذا التخوف ينسحب أيضا على الكتاب "المشاغبين" في الداخل. كثيرون توقعوا أن تختار الأنظمة كتابا يجيدون العلاقات العامة وتحسين الصورة في الخارج، لا الذين يضعون أيديهم على مواطن الخلل والفساد.

هل كل هذه التخوفات محض تشاؤم ويأس؟ كنا ننتظر إعلان البرنامج التفصيلي للمشاركة العربية حتى نستطيع أن نكون صورة أولية عن مدى جدية الإعداد. والآن وبعد تصفحنا البرنامج التفصيلي للمشاركة العربية، قد يتولد لدينا الشعور بأننا أغرقنا في التشاؤم. فالبرنامج – على الورق – جيد جدا، وشامل، ويُعرِّف فعلا بكافة أوجه الثقافة العربية، من كتب وأفلام وعروض مسرحية ومعارض فنية.

قراءات أدبية وندوات فكرية وترجمات جديدة

بدون إبداء أسباب تم تخفيض مساحة العرض المخصصة للعالم العربي من تسعة آلاف متر مربع إلى أربعة آلاف، والأرجح أن الجانب العربي طلب ذلك. ومع ذلك، ستكون هذه المساحة هي الأكبر التي يشغلها ضيف شرف في فرانكفورت منذ عام 1976.

سبع عشرة دولة عربية (أي كل الدول ما عدا المغرب والجزائر والكويت والعراق وليبيا) ستكون ممثلة رسميا في المعرض الذي سيفتح أبوابه يوم السادس حتى العاشر من أكتوبر/تشرين الأول.

ومن المقرر دعوة أكثر من 150 كاتبا من مختلف أنحاء العالم العربي، حتى من بين الدول غير الممثلة رسميا. ومن أبرز المدعوين أدونيس ومحمود درويش وأحمد عبد المعطي حجازي وسعدي يوسف وعباس بيضون وعبد العزيز المقالح وشوقي بزيع ونزيه أبو عفش ومحمد بنيس من الشعراء، ومن الروائيين جمال الغيطاني وإبراهيم اصلان وبهاء طاهر وخيري شلبي وفؤاد التكرلي وإلياس خوري وحسن داوود وغادة السمان وعالية ممدوح وحنا مينه وسحر خليفة ومحمد برادة، ومن المقيمين خارج الدول العربية الطاهر بن جلون وآسيا جبار وأمين معلوف وأهداف سويف وإبراهيم الكوني ورفيق شامي.

هذا بالإضافة إلى عدد كبير من النقاد والمفكرين والأكاديميين، نذكر منهم جابر عصفور وفيصل دراج وبطرس غالي وعبد الغفار مكاوي وسلامة أحمد سلامة وإبراهيم العريس والطيب تيزيني، ومن الفنانين يوسف شاهين ومفيدة التلاتلي وسميحة أيوب ونضال الأشقر ورتيبة الحفني.

البرنامج حافل بالمحاضرات والندوات والقراءات والعروض المسرحية والراقصة. بطرس بطرس غالي سيفتتح الأنشطة بمحاضرة عن موضوع الساعة، أي عن "الإصلاحات وحقوق الإنسان في العالم العربي"، تليه محاضرات وندوات تتناول مواضيع أدبية متخصصة، مثل: اتجاهات الشعر العربي المعاصر، والأدب النسائي، والحوار الثقافي العربي الألماني، والإسلام وتحديات العصر، وتحولات المجتمع العربي، والمجتمعات المدنية العربية.

القراءات في الجناح العربي (الجناح الرئيسي) سوف تفتتحها آسيا جبار يوم الخميس (7/10)، يليها يوم السبت جمال الغيطاني، ويختتمها يوم الأحد الشاعر سعدي يوسف.

ومن الندوات اللافتة ندوة ستنظم صباح يوم الأحد (10/10) بعنوان "دور الفرد في عملية الإبداع" وسيشارك فيها حامل نوبل غونتر غراس مع إدوار الخراط ومحمود درويش وأمين معلوف والطاهر بن جلون.

جناح الناشرين لن يكون أقل حظا في استضافة الندوات والقراءات، ومنها ندوة عن إشكاليات ترجمة الأدب العربي إلى الألمانية، وقراءة "لشباب الشعراء" مثل إيمان مرسال ونبيلة الزبير ورلى حسن.

جناح مكتبة الإسكندرية سيستضيف قراءة للطاهر بن جلون (يوم السبت 9/10) وندوة عن التيارات المختلفة في الرواية العربية المعاصرة.

الجزء الأكبر من القراءات سوف يشهده المقهى الأدبي، وذلك في حلقات تستمر ساعتين، يقرأ خلالها خمسة كتاب. أما في قاعة المسرح فسوف تقام قراءات الشعراء "النجوم"، وسيفتتحها أحمد عبد المعطي حجازي مساء الخميس (7/10)، يليه أدونيس (8/10) ومحمود درويش (9/10)، ويختتمها يوم الأحد شاعر العامية المصرية عبد الرحمن الأبنودي .

وسف تصدر بمناسبة المعرض حوالي 50 ترجمة جديدة بالألمانية، منها عدة ترجمات عن دار "لسان" التي تم تأسيسها حديثا في سويسرا لترجمة أدب الكتاب الشباب إلى الألمانية.

المأمول أن يكون معرض هذا العام فرصة لفتح أسواق جديدة للكتاب العربي شبه المجهول في الغرب. فنحن إذا أخذنا ألمانيا مثلا، وجدنا أن القارئ الألماني يستطيع اختيار كتاب أدبي يقرأه من بين 125 ألف عنوان في المكتبات. 40% من هذه العناوين كتب مترجمة. أما نسبة الكتب المترجمة عن العربية فهي تقل عن 0,3%.

معارض وأفلام

وبجانب القراءات والندوات ستشهد أجنحة معرض الكتاب عدة معارض فنية، مثلا عن والفنون التشكيلية في العالم العربي، والآثار العربية والإسلامية، والمخطوطات والكتب النادرة، والحرف والصناعات التقليدية، وكذلك معرض عن الكاريكاتير السياسي،. كما تستضيف متاحف عديدة في فرانكفورت معارض متخصصة عن الثقافة العربية، مثل المعرض الذي سينظمه متحف العمارة عن المهندس المصري حسن فتحي، كما ينظم متحف الأيقونات معرضا عن الأيقونات المسيحية في العالم العربي.

وسيكون باستطاعة زوار فرانكفورت في الفترة من الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2004 وحتى آخر فبراير/شباط 2005 مشاهدة "نصف قرن من السينما العربية" في احتفالية خاصية ينظمها متحف الفيلم الألماني بالاشتراك مع معهد العالم العربي في باريس.

البرنامج متنوع وشامل وحافل، وهو بلا شك ينعش الآمال في تمثيل مشرف لكافة أوجه الثقافة العربية الثرية. فكيف سيكون التنفيذ؟ هذا ما نترقبه.

بقلم سمير جريس، دويتشه فيلله 2004

البرنامج أثناء معرض فرانكفورت هنا
موقع ألكسو هنا