طرح أوربي مشترك

"القمة الثلاثية" في برلين التي جمعت الزعماء السياسيين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعم مبادرة فيشر للشرق الأوسط وتؤكد أن استقرار العراق "مهمة الغرب ككل"

الصورة: أ ب
الزعماء الأوربيين في برلين

​​انهت "القمة الثلاثية" التي عقدت في برلين وضمت المستشار الاتحادي غيرهارد شرودر والرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير أعمالها ببحث مواضيع السياسة الخارجية وبينها أزمة الشرق الأوسط والعراق.

أعلنت "القمة الثلاثية" في برلين دعمها لمبادرة وزير خارجية ألمانيا يوشكا فيشر الجديدة حول الشرقين الأدنى والأوسط التي طرحها مؤخرا في مؤتمر ميونيخ للأمن. وذكرت أوساط حكومية أن المستشار الاتحادي غيرهارد شرودر والرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير بحثوا خلال اجتماعهم الثاني ليل الأربعاء في مقر المستشارية موضوع العراق مشيرة إلى "بروز توافق في ما بينهم على أن إعادة الاستقرار إليه مهمة يجب أن يضطلع بها الغرب ككل"، الأمر الذي فسره مراقبون هنا بأنه موقف موجه ضد انفراد الولايات المتحدة، وجزئياً ضد بريطانيا أيضاً، في تحديد مستقبل العراق. ورأى هؤلاء أن هذا قد يكون أحد التنازلات السياسية التي قدمها بلير في القمة الثلاثية في برلين.

وأضافت هذه الأوساط أن شيراك وبلير دعيا بعد بحثهما مع شرودر مبادرة فيشر الجديدة للشرقين الأدنى والأوسط "إلى أن تكّون الاقتراحات التي قدمتها المبادرة عوامل أساسية لطرح أوروبي مشترك". وأكد القادة الثلاثة على أن بلدانهم تؤيد قيام الاتحاد الأوروبي "بتحرك قوي" في محاولة التفتيش عن حل لأزمة الشرق الأوسط، كما توافقوا على أن يكون الطرح الأوروبي "نشطا".

وكان فيشر اقترح في مؤتمر ميونيخ للأمن في 9 شباط مبادرة أوروبية ـ أميركية يشارك فيها حلف الناتو لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط وتتكون من خطوتين: الأولى تهدف إلى جعل المنطقة الممتدة من المغرب إلى إسرائيل وفلسطين وصولاً إلى سوريا "منطقة تجارية حرة" تشمل كامل دول البحر المتوسط، والثانية تعمل على وضع "إعلان من أجل المستقبل" موجه إلى كامل منطقة الشرقين الأدنى والأوسط. وتدعو المبادرة الجديدة جميع الفرقاء في المنطقة إلى المشاركة في إرساء الديموقراطية ودولة القانون والتخلي عن العنف.

وقالت الأوساط الحكومية إن القادة الثلاثة ناقشوا أيضا العلاقات الأوروبية ـ الروسية واتفقوا على متابعة الحوار مع موسكو بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 14 الشهر المقبل. كما اتفقوا على متابعة اتصالاتهم بصورة وثيقة على مختلف المستويات الدنيا وعلى عقد قمم ثلاثية أخرى في المستقبل للتنسيق في ما بينهم في المسائل الأوروبية والدولية. وذكر مصدر مسؤول في ختام المحادثات ليلا أن "على المرء أن يتعود على هذا الشكل من الاجتماعات" في رد غير مباشر على الذين اعترضوا على "قمة الكبار الثلاثة" ومحاولة فرض الهيمنة على الاتحاد الأوروبي.

إسكندر الديك، دويتشه فيلله 2004