العلمانية بمعناها الحقيقي والنبيل

السيد مصطفى حميمو، فرنسا
7 نوفمبر/تشرين الثاني 2005

العلمانية بالمفهوم الفرنسي هي هيمنة الإلحاد كأساس للحكم وللحياة المدنية بمنحى عن كل الأديان أو ضدها أو ضد بعضها. و العلمانية بهذا المفهوم الخاطئ هي التي أدت إلى اضطهاد كل الطوائف الدينية والتنكيل بها بالاتحاد السوفياتي الشمولي. وفرنسا في هذا الشأن أقل حدة ضد كل المتدينين ماعدا المسلمات الملتزمات بارتداء الحجاب.

أما العلمانية بمعناها الحقيقي والنبيل فتعني حرية الاعتقاد والتدين. وهي العلمانية بالمفهوم الأنكلو سكسوني. وأصل هذه القيمة النبيلة ولأول مرة في تاريخ الإنسانية هو الإسلام. و دليل ذلك قوله تعالى في سورة الكهف الآية 29

ومن حيث التطبيق فالتاريخ إلى اليوم شاهد على عدم إكراه غير المسلمين على غير دينهم. و الشرق العربي والأندلس المسلمة و باقي العالم الإسلامي من المغرب إلى ماليزيا وإندونيسيا شاهد على ذلك.

فيصح إبعاد كل الديانات عن الحكم إلا الإسلام. و ذلك لأن كل الديانات بما فيها الإلحاد لا تعترف كالإسلام بباقي الديانات وحرية التدين. فلحكم المسيحيين باسم الدين تاريخ سيئ في اضطهاد غيرهم. وكذلك الملحدون بالدول الشيوعية، وهم من يطالب اليوم بالحكم على أساس العلمانية بمعناها الإلحادي ببلاد المسلمين.

أنا مسلم وإذا ما تيقنت من صدق التزام سياسي مسيحي بقيم دينه النبيلة لا مانع عندي من التصويت عليه لما أنتظر منه من خدمة البلاد والعباد بوازع الدين عنده. وذلك هو حال إخواننا من االمواطنين المسلمين بغير ديار الإسلام.

ولي اليقين من أن مواطنين مسيحيين بديار الإسلام يصوتون ليس بالتعصب لدينهم بل يختارون المرشح الصادق والكفء و لو كان من غير دينه.

وهذه هي العلمانية الحقة بمعناها النبيل الضامن لحرية الاعتقاد والتدين، والمتعارضة كل التعارض مع العلمانية الإلحادية التي ينادي بها الملحدون ببلاد المسلمين من أجل اضطهاد المؤمنين من كل الديانات والمسلمين والمسلمات منهم بصفة خاصة. والسلام

قنطرة

البطالة والعنصرية
أعمال الشغب، التي اندلعت في الضاحية الباريسية "كليشي سو بوا"، إثر مصرع شابين بصعقة كهربائية، ينتميان إلى الجيل الثالث من المهاجرين المغاربة، ما زالت مستمرة. ومن الظاهر أن موجة العنف امتدت أيضا إلى مدن فرنسية أخرى. تعليق باربرا شولته

مائة عام من العلمانية
لم يتمكن المجتمع الفرنسي حتى الآن من التعامل بشكل إيجابي مع الأقلية المسلمة في البلاد بعد مرور مائة عام على على التوقيع على قانون الفصل بين الدين والدولة وبعد مرور نصف قرن على الهجرة المكثفة من شمال أفريقيا لم تتمكن فرنسا بالفعل من دمج مواطنيها المسلمين. وتواجه الغالبية اليوم مشكلة الشبيبة المهمشة في ضواحي المدن.